رأيت في هذا المجتمع شيء من الجنون ، شيء من الانحراف غير المعقول الخارج عن تقاليد و أعراف المجتمع. فوجدت أناسا غير جديرين بتحمل أي نوع من المسؤولية. الناس اليوم و في المستقبل القريب سيقعون وسط دوامة من المشاكل التي لن تنتهي مادامو فرحين بالبداية يتساءلون عن ما سبب كل هذه المشاكل التي اقتحمت عالمنا ؟! وهم على يقين تام من أن جشعهم هو السبب ، كلهم يريدون اكتساب وجني المال بأي طريقة كانت . فمن بين القضايا الاجتماعية التي أثرت على عقول الناس هنا هو تحصيل الثروات بأي ثمن و بأي مقابل . و لوحظ بان الناس أصبحوا ماديين لابعد الحدود . كلنا بحاجة الى المال لنعيش لان كل شيء في هذه الحياة بثمن مادي ،لكن هذا الثمن قد يختلف من مشتري لاخر . عين الكاميرا على واقع البلد ومن بين اكثر الظواهر ضررا على المجتمع هي بطالة شبابه فقد ادت بهم الى الفقر و التشرد و عليها انحرافهم ، وهذا الانحراف لم ينحصر عليهم فقط بل على الاطفال و المجتمع باكمله. وانتشر في المجتمع ظواهر زادت من تخلفه ، فبات افراده جشعين في تصرفاتهم و في معتقداتهم. فبعين الواقع رأينا انحرافهم فردا بفرد، رأينا الرجال المتكئين صباحا و ليلا على حائط البطالة الذي سهل لهم الطريق ليتخلو عن تكوين اسر تاويهم فيلبون رغباتهم و شهواتهم بمال لا نعلم باي صك دفع و باي مجهود بذل ،فعلى اعمالهم هذه ينتشر الفساد ، من امراض و انحراف للسلوك و غيرها من الافات الاجتماعية المضرة بالافراد. و رأينا الفتيات كيف يقفن على ارصفة الطرقات ليبعن اجسادهن بارخص الاثمان و هذا لغياب الرعاية الاسرية و الدينية من قبل اهاليهن ، هذا ان كان لهم أهل ، وكل هذا الانحراف من أجل كسب المال . و رأينا الاطفال و تشردهم من البيوت و المدارس ليتعلموا على هذا افات جد ضارة بانفسهم و بغيرهم كالسرقة لكسب المال و التدخين و التسكع في الاحياء و غيرها من الافعال التي يمكن القول عنها المخلة بالحياء . ننتهي الى المجتمع باكمله كيف رايناه يتشتت يوما بعد اخر ، وكيف ان هذه الظاهرة اثرت على كل ما يحيط به ؟. فما أنجح الطرق لكسب المال ؟ ، و ما أسهل ممر للوصول إلى مجتمع نام ٍ يخلو من تلك الآفات .