ما كانت ترفضه الأعراف والتقاليد الموروثة في الجنوب الجزائري الكبير، أصبح اليوم مباحا، فاقتحام العنصر النسوي عالم التجارة وتكثيف حضورها في محلات بيع الحلويات والمرطبات وأكشاك الهواتف العمومية وغيرها•• هو أمر لم يكن مقبولا ولا مسموحا ولا معتادا• تصنف مدينة الجلفة بالمجتمع الريفي، تحكمه قيم وتقاليد عرفية وموروث أخلاقي يحدد سلوكات أفراده ويرسم مجال حركتهم لعهود طويلة وأجيال متتالية، وكان لذلك انعكاس على البنية الاجتماعية التي حظيت بالاستقرار الأخلاقي والوحدة الأسرية، وساعد على كل ذلك خلو المجتمع بنسبة كبيرة من مختلف الانحرافات كالاعتداءات الجنسية والاغتصاب•• ونادرا ما كان يحدث شيء من هذا القبيل، وإن حدث فكان الوقع شديدا على المشاعر والأحاسيس• هذا المجتمع نفسه وبحكم تفتحه على مجتمعات وعادات أخرى، بدأ يعرف تسامحا تجاه أية ظاهرة سلوكية جديدة، وقد أحدث خروج المرأة عن مجالها ووظيفتها كمكسب متقدم في حياتها الإجتماعية، ارتباكا نوعا ما في النظام الاجتماعي في وسط محافظ، وأخل كثيرا بما هو متعارف عليه داخله، وولّد نوعا جديدا من الجرأة على تحطيم المزيد من القيود، وأنتج في الأخير مجالات جديدة للمرأة• الظاهرة الجديدة هذه تركزت أكثر بين مدينتي الجلفة وعين وسارة على خلاف بقية مدن الولاية ال ,36 وهو شيء طبيعي بالنظر إلى التحول الاجتماعي والاقتصادي الذي عرفته المنطقة لا سيما هاتين المدينتين بحكم انفتاحهما على عادات اجتماعية جديدة وسبقهما إلى كل جديد في عالم التكنولوجيا الإعلامية المتطورة•