لقد دخل الكومبيوتر أو الحاسوب إلى بلادنا في أواخر القرن الماضي وأصبح أحد أدوات العمل في أغلب المجالات الصناعية والعمرانية والزراعية, كما أصبح أحد الأدوات المتواجدة في أغلب البيوت نتيجة للضرورة الملحة له ولفائدته الجمة في أغلب نواحي الحياة (للعامل والطالب والموظف والطبيب والمهندس). ولكن، هل لهذا الضيف الجديد أي أثار صحية على مستعمله , هذا ما سوف نسلط الضوء عليه هنا وسنبدأ من : الأشعة الصادرة عن شاشات العرض للكومبيوتر وهي: الأشعة السينية. الأشعة فوق البنفسجية. الضوء المرئي والذي يتميز بأن له تأثير حيوي إيجابي عندما نشعر به. إلا أنه قد يكون مصدر إزعاج لمن لديهم حساسية تجاه الضوء بالإضافة لتأثيره المجهد بسبب وهجه ورجفانه. الأشعة تحت الحمراء التي يصدرها أي جسم ساخن وبالتالي ترفع درجة حرارة الغرفة وتؤثر على تلاؤم العامل. الحقول الكهرطيسية ذات الترددات المنخفضة والمنخفضة جداً والموجات الميكروية. حقول الكهرباء الساكنة. الأمواج فوق الصوتية. ولهذه الأشعة الصادرة عن شاشات العرض تركيز معين يجب إلقاء الضوء عليه فمثلاً: 1- الأشعة السينية والأشعة فوق البنفسجية: يمتص الغلاف الزجاجي الثخين لأنبوب الأشعة المهبطية المستعملة في الشاشات، ويمنعها من التسرب والنفوذ وبذلك يكون تركيز الأشعة الخارجية معدوم. 2- الحقول الكهرطيسية المنطلقة من شاشات العرض هي دون الحد الأدنى المسموح به في أماكن العمل. 3- الكهرباء الساكنة والتي تتجمع على الوجه الأمامي لشاشة المراقبة والشخص الواقف جانب الشاشة، تؤدي لحدوث شوارد معاكسة وجسيمات غبارية مشحونة، ولها علاقة برطوبة الجو, وقد تبين أن تركيزها قليل ولا تؤدي إلى حدوث تأثيرات صحية ضارة نتيجة لشوارد الهواء الناتجة. 4- أما الأمواج فوق الصوتية الناتجة عن المكيفات أو الطنين الناتج عن حامل المصباح، فهي أيضا أقل من الحد المسموح به في بيئة العمل, رغم ظهور بعض الأعراض (كالغثيان-إقياء- إنهاك- صداع- الشعور المزعج بالامتلاء وضغط في الأذن).ولكن، من الصعب الجزم بأن تلك التأثيرات هي نتيجة الأمواج فوق الصوتية، لا نتيجة الضجيج المسموع. التأثيرات الصحية الناجمة عن العمل على شاشات الحاسب 1- التأثيرات العينية الناجمة عن شاشات العرض: كالشعور برمل في الملتحمة الذي ينتج عن القراءة أو الكتابة من نص غير مكتوب بالأسود على شاشة بيضاء، ورجفان الخيال، وبسبب الإضاءة في أماكن العمل والتي تؤدي إلى سطوع أو انعكاس في الضوء، والتباين الكبير في التألق بين مختلف الأجسام والمواضع المرئية والرموز على الشاشة. إضافة إلى قصر نظر مؤقت بعد العمل على الحاسوب، والتهاب قرنية ضوئي، وأذية حرارية للشبكية وضمور الشبكية، وساد عيني ولكن لا يوجد مبرر للمراقبة العينية كون هذه الإصابات مشكوك بأمرها. 2- التأثيرات الجلدية الناجمة عن العمل على شاشات الكومبيوتر: فقد لوحظ حدوث طفح جلدي- ارتفاع حرارة الجلد- تهيج جلدي- تسريع عملية تعجز الجلد وسرطانه- حرق جلدي. قد تكون هذه الأعراض الجلدية ناجمة عن الشحنة الكهربائية الساكنة الموجودة على جسم العامل في ظروف رطبة، وهذه الشحنة ستؤدي إلى ترسب مكونات الهواء وبالتالي حدوث تحسس جلدي. وقد وضعت عدة فرضيات لتزايد الأعراض والشكايات الجلدية وهي: النزعة إلى تسجيل الشكايات الجلدية. التعرض لعوامل محسسة بالتماس. العوامل المناخية في داخل المباني والتي تسبب تأثيرات فيزيولوجية موسعة للأوعية الدموية. الشدات النفسية من العمل على الحاسوب. التعرض للحقول الكهربائية. 3- التوتر النفسي نتيجة العمل على الحاسوب: وله أسباب عديدة كعدم تلاؤم العامل مع العمل , كأن يكون ( المكان ضيق- الكرسي غير مريح- ارتفاع الحرارة- ارتفاع الرطوبة أو زيادة الضجيج في الغرفة). وإضافة إلى فترة الراحة غير الطوعية للعامل على الحاسوب، و فترات الانتظار الطويلة للحاسوب، وظروف العمل كالعمل الرتيب- ضغط العمل- علاقة الزبائن). 4- التأثيرات على الأجنة: لوحظ (زيادة في إسقاط الجنين- تشوه ولادي- ولادات خدج- موت حول الولادة ), ولكن لا يوجد دراسة تثبت ذلك, كما لا يوجد فرق في طول الحمل عند العاملات على الكومبيوتر من غير العاملات. 5- أمراض ناجمة عن عدم التلاؤم مثل: آلام رقبية وكتفية وقطنية، وفي الذراعين واليدين، وفي المعصمين مع التهاب أغماد وترية. وخمول جسدي مطول، وخدران في القدمين مع وذمات ودوالي في الطرفين السفليين نتيجة ركود الدوران الدموي. طرق الوقاية من الأمراض الناجمة عن الحاسوب للوقاية من الأمراض التي تنجم عن الحاسوب يجب أن نحقق الأمور التالية: 1- البيئة العامة لمكان العمل : يجب أن تكون حرارة الغرفة بين 19-23 درجة مئوية، ونسبة الرطوبة بين40-50 %، أما الضجة فيجب أن تكون بين40-50 ديسبل في حال العمل الذهني، و60 ديسبل في حال العمل المكتبي، و65-70 ديسبل في العمل على الاتصالات الهاتفية والمحادثات الكلامية. كما يجب أن تكون الإضاءة جيدة مع تجنب الضوء الساطع المباشر واللا مباشر، وعدم الجلوس في منطقة عمل مضاءة بشكل موضعي مع انعدام الإضاءة في الغرفة، كونه يؤدي إلى صعوبة في تجاوب الحدقة للضوء بسرعة, كما يجب: إزالة النيونات التي ترجف. تقليل الإضاءة الصناعية. معالجة السطوع. تغيير اللمعان والتباين على الشاشة. تغير مكان الجلوس لتحسين الرؤيا. يمكن وضع مصباح جانب الكومبيوتر في حال ظلمة المكان بشرط ألا يسبب لمعان على الشاشة وحدوث تباين. ويتم تخفيف انعكاس للضوء من على شاشة العرض ب : إغلاق ستائر النوافذ. تغيير مكان وضع الشاشة. استخدام فلتر للشاشة. تنظيف الشاشة. تدوير الشاشة. رفع أو خفض الشاشة. 2- الكرسي : يجب أن يكون الكرسي المستعمل على الحاسب وفق المواصفات التالية: ذو قاعدة متحركة، وقابل للارتفاع والانخفاض والحركة يمين ويسار، وأن تكون حافة الجلوس غير حادة ومفروشة بوسادة، وله مسند قابل للتعديل وقادر على إسناد أسفل الظهر، وأن يكون الكرسي المستعمل على طاولة الكومبيوتر بدون مساند لليدين لأنه يؤدي إلى أذية الطاولة أثناء الحركة، وصعوبة حركة العامل على الكومبيوتر مما يبعد العامل عن طاولة الكومبيوتر، وبالتالي يسبب ألم في الظهر والذراعين والكتفين. 3- الطاولة : يجب أن تكون الطاولة التي يوضع عليها الحاسوب محققة لبعض المواصفات وهي: أن تكون قابلة لتعديل الارتفاع، وأن يكون سطح المكتب مرتفع 2-3 سم عن مستوى المرفق في حال كتابة أشياء كثيرة. أن يراعى وجود فراغ عند قدمي العامل، وأن تكون طاولة الحاسوب بعيدة عن الطاولات الأخرى بمقدار بعد الشخص عن الحاسوب، وغير مقيدة للعامل، ويراعى وجود مسند للقدمين. 4- الشاشة : يجب أن تحقق الشاشة الميزات التالية: أن تكون قابلة للحركة للأعلى والأسفل، واليمين واليسار، وأن تكون أخفض من مستوى الخط الأفقي للنظر، وأن تكون الشاشة لامعة وخالية من الرموز،وأن تكون التغذية الكهربائية على الكمون العادي، وقابلة لتعديل مفاتيح التشغيل حتى حدوث التألق الأعظمي، وأن تكون الإضاءة قابلة للتعديل، وتنظيف الشاشة وشاشة الحماية ضد الإبهار وكذلك النظارات المستعملة من قبل المشغل. ولا مبرر لإجراء التدريع أو المراقبة الشعاعية، ومن الأفضل استخدام شاشات ذات القطبية الموجبة أي النص داكن على أرضية ساطعة بطيئة التألق بحيث لا يشعر المستخدم برجفان الخيال. وأن تقل شدة الإضاءة عن 500 لوكس، أما الشاشات ذات القطبية السالبة فيجب أن يكون النص ساطع على أرضية داكنة وشدة الاضاءة200 لوكس. ويفضل استعمال الشاشات الحديثة والتي تميز بأنها أخف إشعاعا ووزنا وتدوم بطاريتها فترة أطول مثل : الشاشات (البلورية السائلة LCD - الغازية البلازمية – التألقية الإلكترونية ) يجب أن يكون المستوى العلوي لشاشة الكومبيوتر أدنى أو على نفس مستوى خط النظر، وأن يكون ميلان شاشة الكومبيوتر للأعلى لتقليل الوهج واللمعان والانعكاسات للضوء على عين المشغل. 5- الفأرة والمفاتيح : يجب أن تكون المفاتيح منفصلة عن الشاشة وقابلة للحركة وأخفض من مستوى الشاشة مخاطر استعمال الكومبيوتر المحمول: من الممكن أن يؤدي إلى أذية على الإبهام بسبب عدم استعمال الفارة، وتشنج الأصابع، وانحناء العمود الفقري. 6- وضعية العامل : يجب أن تكون وضعية العامل أثناء الجلوس بوضعية لا تشكل آلام عضلية للكتفين والساعدين واليدين أو الرقبة، وعدم اتخاذ وضعية شاذة أو مشدودة، ويجب عدم إسناد اليدين على الكومبيوتر لأنه يؤدي إلى احتكاك الأوتار وتقليل تزويد الدم للأصابع، ويجب استخدام ماسكة التقارير المراد كتابتها، ووضعها في نفس زاوية الرؤيا بدون أن يحرك العامل رأسه. وعدم قرب العينين كثيراً من الشاشة ,فالبعد الطبيعي (من 45 -60سم)، ويجب أن يكون الذراعان مستقيمين ولا ينصح بارتداء الملابس الواقية. 7- زمن العمل : يجب أن لا يتجاوز الزمن الكلي للعمل نصف مقدار الدوام الرسمي، وأن تتم تجزئة العمل، والقيام بأعمال أخرى إضافة للحاسب، وأخذ استراحة قصيرة لمدة ربع ساعة لكل ساعة ونصف عمل، وأن تكون الاستراحة قبل مرحلة الشعور بالإرهاق، والاستراحة القصيرة أفضل من الطويلة وتحدد الاستراحة القصيرة من قبل العامل نفسه بحيث تكون فترتها حوالي 5- 10 %من فترة العمل. الفحص البدئي والدوري يجب إجراء فحص العيون قبل العمل، وخلال الفحص الدوري، وارتداء النظارات الطبية الخاصة عند وجود مشكلة عينية، حيث أن عيوب البصر غير المصححة تؤدي إلى وضعيات مزعجة وشكايات في العنق والكتف، وقد يتخذ الكثير من العاملين وضعيات سيئة للتعويض عن صعوبات الرؤية لديهم, ولذلك تصحيح العيوب البصرية تنقص الإجهاد البصري والصداع وتمنع آلام العنق والكتف وتزيد الفاعلية في العمل. أما بالنسبة للعمود الفقري فيجب إبعاد المصابين بأذية على العمود الرقبي أو الظهري خشية تفاقم الإصابة. نصائح عامة على العامل مراعاتها عدم الجلوس فترة طويلة خلف الشاشة. تناول الشاي والغداء بعيداً عن طاولة الكومبيوتر لإعطاء راحة للعضلات والدماغ. البدء ببطء مع بداية يوم العمل ثم الإسراع. النظر إلى مسافة بعيدة عن الكومبيوتر حوالي 10م، وذلك كل 15 دقيقة، ويفضل النظر عبر النافذة ولمدة 1/د/ وذلك لإراحة عضلات العين واسترخائها. إغماض العينين وفتحهما أثناء العمل على الأقل كل خمس ثواني لإبقاء العينين بحالة رطبة. فحص العينين كل سنة وتصحيحهما لأن الرؤيا السيئة تسبب أذية للظهر والرقبة مع صداع . إجراء رياضة لطيفة للرقبة والكتفين واليدين والأصابع في حال الجلوس أكثر من ساعة خلف شاشة الكومبيوتر يومياً، وإراحة الدماغ بعدم النظر إلى الشاشة لمدة 1-2/د/.