تواصلت لليوم الثالث على التوالي خيمة الأغنية السطايفية التي استحدثتها محافظة المهرجان على هامش مهرجان الموسيقى و الأغنية السطايفية في طبعته الثالثة هذه السنة. حيث نشط ندوة أمس الأربعاء التي كانت بعنوان "المهرجان و الأغنية السطايفية" كل من الأستاذ "جمال غريب" و السيد " بوزيد مريجة". الندوة التي حضرها أساتذة مختصين، طلبة جامعيين و إعلاميين تطرقت إلى الدور الذي يلعبه المهرجان الوطني للموسيقى و الأغنية السطايفية الذي تحتضنه ولاية سطيف كل عام من خلال ربطه بين التراث و العصرنة من جهة و تشجيع المواهب الشابة التي تعشق الطابع السطايفي من جهة ثانية، إلا أنه و حسب ما أكده الأستاذ "جمال غريب"، أن الثقافة الشفهية طغت على عملية التدوين و تسجيل الأعمال للقضاء على الصيغة الروتينية من جهة و حفظ الأبعاد التراثية من جهة أخرى. مشيرا في نفس السياق إلى أنه لا بد من الاهتمام بالطابع "السراوي" حتى لا يزول و يندثر، كما أن الأصل في الأغنية السطايفية هو أنها تعتبر امتداد "للسراوي". من جهته، أكد السيد "بوزيد مريجة" عضو محافظة المهرجان، أن مهرجان الموسيقى و الأغنية السطايفية الذي تم ترسيمه في مارس 2008 أصبح مكسبا لمدينة سطيف من خلال إعطاء فرصة للأغنية السطايفية لاحتلال مكانة وطنية و حتى العالمية. كما أن المهرجان فرصة لاسترجاع أبرز محطات أعمدة الأغنية السطايفية و القدماء الذين صنعوها و مثلوها أحسن تمثيل في الخارج و هذا من خلال التكريمات التي تقوم بها محافظة المهرجان كل أمسية من المهرجان. للإشارة، فإن الأستاذ "جمال غريب" الذي عين رئيس لجنة التحكيم بالمهرجان الوطني للموسيقى و الأغنية السطايفية في طبعته الثالثة لهذه السنة، قد تطرق إلى أهم المقاييس العلمية التي يقيم على أساسها المترشح و التي حصرها أعضاء اللجنة برئاسة الأستاذ "جمال غريب" في شقين الموضوع و العوامل التقنية. أما الشق الأول فهو المتعلق بحسن اختيار الموضوع من الكلمة و البعد الشعري للأغنية. أما العوامل التقنية فهي التي تحمل في طياتها أصالة الأغنية السطايفية و الريتم، العرض و هو الذي يضم (( الحضور الجسماني للمترشح، الهيئة و الهندام))، مدى احترام المترشح للطبقة الصوتية و الإيقاع، البحث في الميلودية و الإيقاع إضافة إلى التعديل الموسيقي الذي يقوم به الفنان الصاعد. الجدير بالذكر، أن الندوة الفكرية التي كانت بعنوان "المهرجان و الأغنية السطايفية" شهدت مناقشات جد ثرية من قبل جل الحضور، بإجماع الحاضرين على أن تحرص محافظة المهرجان العام المقبل أن تكون هناك ورشات لفائدة المترشحين و بتأطير من أساتذة موسيقيين و مختصين في المجال .