قال مسؤولون في الإدارة الأمريكية إن الرئيس باراك أوباما أمر مستشاريه بإعداد تقرير سرّي عن الاضطرابات المحتملة في العالم العربي، وان التقرير خلص إلى أن البلدان من البحرين حتى اليمن عرضة لانتفاضات شعبية في حال عدم إجراء تغييرات سياسية واسعة. ونقلت صحيفة " نيويورك تايمز " عن المسؤولين أن الأمر الذي أصدره أوباما وسمي " دراسة التوجه الرئاسية " حدّد المناطق الساخنة المحتملة وأبرزها مصر، وقدمت اقتراحات حول كيفية قيام الإدارة الأمريكية بالضغط من أجل تغيير سياسي في دول يحكمها مستبدون يعدون حلفاء مهمين للولايات المتحدة. وأضاف المسؤولون أن التقرير السرّي المؤلف من 18 صفحة، واجه مشكلة أفسدت مقاربة البيت الأبيض تجاه مصر ودول أخرى في الأيام الأخيرة، وهي كيفية الموازنة بين المصالح الإستراتيجية الامريكية والرغبة في تفادي توسّع عدم الاستقرار، وبين تحقيق المطالب الديمقراطية للمتظاهرين. ولم يتحدث المسؤولون عن مدى ارتباط التقرير بالتحليل الاستخباراتي الخاص بالشرق الأوسط الذي اعترف مدير الاستخبارات المركزية (سي أي ايه) ليون بانيتا في شهادته أمام الكونغرس بأنه كان بحاجة لتحديد أفضل ل " محفزات " الثورات في دول مثل مصر. وقالوا إن دعم أوباما للمتظاهرين في ميدان التحرير بالقاهرة، وإن كان قد تبع إشارات مختلطة من قبل إدارته، عكس اعتقاده بوجود مخاطرة أكبر في عدم الضغط نحو تغييرات لأن القادة العرب سيعودون لاستخدام مزيد من الأساليب الوحشية للحفاظ على السلطة وقال مسؤول ساعد في إعداد مسودة التقرير" لا شك بأن مصر شغلت بال الرئيس "، مضيفاً أنه كان يوجد الكثير من الأمور غير المعروفة بشأن الخلافة في مصر التي تعد " مرساة " المنطقة. وعن اليمن، قال المسؤولون إن الرئيس قلق من أن تركيز إدارته على عمليات مكافحة " الإرهاب " ضد " القاعدة " كان يتجاهل أزمة سياسية تبزغ مع ثورة الشباب الغاضب ضد الرئيس علي عبد الله صالح. وأشاروا إلى أن الإدارة الأمريكية أبقت التقرير سرياً لقلقها من أن تسريبه قد يجعل الحلفاء العرب يضغطون على البيت الأبيض، كما حدث بعد أيام من بدء التظاهرات في القاهرة. ورفض المسؤولون مناقشة تفاصيل بشأن الدول الأخرى التي اعتبرت عرضة للانتفاضات الشعبية، وقال أحدهم إن التقرير انتقى 4 دول للنظر في شأنها بشكل دقيق، واحدة تحاول التحرك نحو التغيير، وأخرى تقاوم أي تغيير، واثنتان لهما علاقات إستراتيجية عميقة مع الولاياتالمتحدة وفيها توترات دينية.