قال دبلوماسيون أمريكيون إن إسرائيل والسعودية والأردن والإمارات ضغطت مراراً وتكراراً على الولاياتالمتحدة كي لا تتخلى عن الرئيس المصري حسني مبارك بسرعة، أو ترمي ثقلها وراء الحركة الديمقراطية في مصر بطريقة قد تزعزع الاستقرار في المنطقة بشكل أكبر. وأفادت صحيفة (نيويورك تايمز) الأمريكية أمس الأربعاء أن الضغط الذي مارسته هذه الدول الشرق أوسطية، الذي تحدث عنه الدبلوماسيون، كان له تأثير على المسؤولين الأمريكيين. وذكرت أن الدليل على ذلك هو أن الإدارة الأمريكية بعد أيام فقط من إعلانها أنها تريد تغييراً فورياً في مصر، قالت إنها تريد "انتقالاً منظماً" للسلطة بإدارة نائب الرئيس المصري عمر سليمان، وقالت وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون إن الاستقالة الفورية لمبارك قد تعقّد بدلاً من أن تمهّد طريق الديمقراطية في مصر. وأشارت الصحيفة إلى أن أحد المبعوثين الشرق أوسطيين أمضى 12 ساعة في يوم واحد في إجراء اتصالات هاتفية مع مسؤولين أمريكيين. وأضافت انه في الوقت الذي ينتاب كل واحدة من هذه الدول قلقها الخاص، إلاّ أنها جميعها قلقة من تغيير "مفاجئ وفوضوي" في مصر من شأنه أن يزعزع الاستقرار في المنطقة أو في الدول العربية، أو حتى يعرِّض زعماء هذه الدول للخطر. وذكرت أنه من بين الأمور التي تحتاج الإدارة الأميركية أن تحسب حسابها في ردها على الاضطرابات الحاصلة في القاهرة، هم حلفاء الولاياتالمتحدة في الشرق الأوسط. وقال مسؤولون أمريكيون انه لا يمكن أن تتجاهل واشنطن حلفاءها لأنهم أيضاً مهمون بالنسبة لها، إن لجهة إمدادات النفط مثلما هو حال السعودية أو لجهة التأثير السياسي داخلها مثل ما هو حال إسرائيل. وقال مسؤول إسرائيلي رفيع المستوى إن المسؤولين الإسرائيليين الذين يعتبرون ان لمبارك وسليمان تأثيرا كبيرا على الاستقرار في هذه المنطقة الخطيرة، أوضحوا للإدارة الأميركية بأنهم يدعمون "التطوّر" بدلاً من الثورة في مصر، وهم يعتقدون بضرورة إجراء تغييرات في النظام بدلاً من تغييره بالكامل ويأملون بأن تجري المحافظة على الاستقرار. وقال مسؤول عربي رفض الكشف عن هويته تعليقاً على ما أعلنه الرئيس الأميركي باراك أوباما الثلاثاء الفائت بضرورة البدء "فوراً" بانتقال للسلطة في مصر، "أصرّينا على ان إجبار مبارك على التنحي يشكل خطراً على الاستقرار".