يعتبر مرضى الفشل الكلوي المزمن من المرضى الأكثر تعرضا لتغيرات في حياتهم الاجتماعية، والنفسية، نتيجة وضعهم الصحي ومعاناتهم المستمرة مع أجهزة التنقية الدموية،لذلك يجب تقديم يد العون للمواطنين،وتوعيتهم بمخاطر هذا المرض اللعين،بالإضافة لتقديم خدمات كيفية تجنب المرض وطرق الوقاية منه،ولو أردنا أن نوضح بعض هذه المعاناة ،فإننا لا بد وأن نعلم أن الفشل الكلوي المزمن لا يقتصر على فئة معينة،ولكنه يشمل جميع الفئات '' أطفال – نساء – رجال '' ولجميع الأعمار، ومن خلال العمل مع هذه الفئة اتضح إن معاناتهم،لا تقتصر على ناحية واحدة،وإنما تشمل جميع النواحي '' الصحية – الاجتماعية – والنفسية ''، ومن بعض هذه المشاكل التي سوف أعرض بعضا منها، وعليكم أن تتخيلوا حجم المعاناة. مشاكل صحية: الشعور المستمر بالتعب، الإرهاق، عدم القدرة على الحركة بشكل طبيعي، الدوخة و الغثيان. مشاكل نفسية: كثرة التفكير، الخوف من المرض، سرعة الانفعال، انخفاض روح المعنوية، الانعزال عن المقربين، الشعور بالعجز. مشاكل اجتماعية: تأثر في العلاقة الزوجية، طلاق،إهمال ،هجر الزوجة تأثر الحياة العملية، انقطاع الدخل بسبب ترك العمل نتيجة المرض ، أحيانا فصل من العمل ، تقاعد مبكر،ينتج عن هذا تراكم الأعباء و المسؤوليات على المريض '' مصروف الأسرة، المواصلات، الدواء''. جميعنا نعرف أن مرض '' الفشل الكلوي'' من أخطر الأمراض لذلك، أضن أنه من الواجب الابتعاد عن جميع مسببات المرض ولذلك، سنقوم بتعريف موجز بمرض القصور الكلوي: تقوم الكليتين بدور هام في جسم الإنسان، وتعتبر من أهم الأعضاء فيه،حيث لا تزيد على '' 12سم طولا، و6سم عرضا،و120غرام وزنا''، تقوم بتنقية دم الإنسان بصفة مستمرة ما دام على قيد الحياة، فكلية الإنسان تنقي شوائب الدم الناتجة عن الإستقلاب، بعد استعمال الطعام من طرف الأنسجة،و الخلايا الجسدية، ويمر بالكلية يوميا ما يقارب 200لتر من الدم أثناء الدورة الدموية المستمرة، تتم تنقيته فيها وبالتالي إفراز الفضلات في صورة '' البول وبكمية تقارب، 1.5لتر إلى 2.0لتر بين اليوم و الليلة'' ومن وظائف الكلية أيضا: المحافظة على الضغط الشرياني، إفرازات هرمونية، تنشط وتجدد العظام، وتكاثر كريات الدم الحمراء، و المحافظة على معدل حموضة الدم وتركيبته الدقيقة، وينقسم الفشل الكلوي إلى قسمين: وراثية وقد يكتشف المرض أثناء الطفولة، وأحيانا أخرى عند الكبر. مكتسبة وهى أكثر أسباب الفشل الكلوي المزمن ومنها '' داء السكري، ارتفاع ضغط الدم، انسداد المسالك البولية ، سواء كانت نتيجة لحصوات بولية أو أورام بمجرى البول، أو أي سبب أخر يعطل تدفق البول '' العيوب الخلقية، التجمعات الدموية بمجرى البول''. ومن أعراض مرض الفشل الكلوي: قد لا يشعر المريض بأي أعراض لفترة طويلة، ولكن من أهم الأعراض المصاحبة للمرض هي: الشعور بالتعب و الإرهاق الجسدي،و الذهني، قلة الشهية للطعام، صعوبة في التنفس، كثرة التبول، إحساس بخمول عام، وقلة نشاط واضطرابات في مواعيد النوم، صداع، شحوب في لون البشرة مع ميل للصفرة، ألام بالعظام والصدر، رعاف وسهولة النزيف ، تغيير لون وكمية البول اليومية. طرق الوقاية لتجنب الفشل الكلوي: قاعدة '' الوقاية خير من العلاج '' تنطبق على '' مرض الفشل الكلوي '' ، فلا بد من تجنب أسباب الفشل الكلوي ، تنتشر مشاكل الكلى بين الكبار والصغار ويمكن أن يجعل الإهمال البسيط المشكلة تتفاقم وتسبب هبوطاً في الكلى ويدخل الشخص في تعقيدات، علاجية كثيرة خاصة لمرضى السكري والضغط. ورغم صعوبة مرض الفشل الكلوي إلا أنه في كثير من الحالات يمكن علاجه والشفاء منه والعودة إلى الحياة في شكل طبيعي إذا اكتشف في وقت مبكر وعولج بالطريقة السليمة، ومن مسببات المرض: وجود نقص حاد ومفاجئ في سوائل الجسم أو الدم، أو هبوط حاد في الضغط مثل الأشخاص الذين يتعرضون لفقدان كميات كبيرة من الدم بسبب حادث ما، أو الأشخاص المصابون بالإسهال الشديد، و التقيؤ المستمر دون الاهتمام بتعويض ما فقده الجسم من سوائل. ويعتبر أيضا الهبوط الشديد في ضغط الدم، من مسبباته ، مثل التعرض لحساسية شديدة بسبب تناول عقار معين أو الإصابة بالتهاب شديد ، أدى إلى تسمم بكتيري في الدم. '' الوقاية خير من العلاج '' لا بد من تجنب أسباب الفشل الكلوي الذي ذكرناها سابقا قدر المستطاع، ولا بد من المحافظة ، على معدلات السكر، وضغط عند المرضى، ويجب عدم إهمال التهابات المسالك البولية عند الأطفال لأنها قد تكون موجودة ، بسبب أحد العيوب الخلقية، التي يمكن أن تؤدي في حالة عدم العلاج إلى فشل كلوي. زراعة الكلى أصبح الآن زراعة الكلى ن من أنجح طرق علاج ''الفشل الكلوي'' النهائي، وتؤخذ الكلية المزروعة من متبرع متوفى دماغيا ، أو على قيد الحياة، ويكون غالبا من الأقارب، ويتم تحضير المريض و المتبرع للعملية، مع مراعاة عدة عوامل منها حالة المريض العامة، ومدى تحمله لتلقي العلاج المضاد للمناعة، في ما بعد الزراعة، وتطابق فصيلة الدم للمتبرع و المريض '' متلقي العضو المزروع''، وتأخذ عملية تحضير المريض فترة من الزمن يتم من خلالها إجراء كل الفحوصات اللازمة. في الجزائر بصورة عامة، كانت أول عملية لزرع الكلى، قد أجريت في 16 جوان 1986م في قسنطينة، حيت قام فريق من أخصائي طب المسالك البولية بعيادة لزرع الكلى بنزع ، الكلية من رجل ميت، كان قد وافق على التبرع بها، ثم إن العملية الأولى أثارت جدلا دينيا واسع النطاق، بحيث أن الإسلام يحرم التبرع بالأعضاء لكونه يعتبر انتهاكا لحرمة الجثة، وقام فريق من الدعاة و الفقهاء المسلمين، قد تطرقوا للمسألة في وقت سابق،إذ أنه في عام 1980 ، أصدر المرحوم أحمد حماني ، فتوى تسمح بنزع الأعضاء من متبرعين أموات،وأكدها في فيفري 1985 ، بصفته رئيسا للمجلس الإسلامي الأعلى للإفتاء. انشغالات و مشاكل هذه الفئة التي تدور دائما حول نقص التكفل بمرضى القصور الكلوي، وتكاليف العلاج الباهظ، التي تواجههم، حيث يعيش المريض بين كوابيس تدور في مجملها، حول تعقيدات العلاج، والنظام الغذائي الصعب. '' مرضى يعانون قلة المراكز، والتبرع حلم لن يتحقق قريبا". وثانيهما عدم التقبل الطبي، وسوء المعاملة التي يتلقونها، وتلاعب بعض متعاملي النقل الصحي، الذين يرون في المرضى '' شكارة '' يدخلون بها عالم الثراء مع تزايد عدد المصابين سنويا. ولاية برج بوعريريج خاصة يوجد 3 مراكز تصفية الدم خاصة، بالإضافة لمصلحة تنقية الدم بالمستشفى العمومي '' بوزيدي لخضر ''. ارتفعت نسبة الإصابة بمرض القصور الكلوي، في ولاية برج بوعريريج بشكل كبير و '' خطير'' . ''عندما تصبح الحياة رهينة حصص تصفية الدم''، بعدما أصبحت حياة المرضى مرهونة بهذه الآلة لإجراء عملية الغسيل الكلوي، ففئة من المرضى تتقبل مرضها، وأخرى تعاني نفسيا، حيث قدر عدد المصابين بالقصور الكلوي على مستوى ولاية برج بوعريريج 240 مريض موزعين على المراكز الخاصة ، و مستشفى الولاية، يشكون في صمت، ويرهقهم الانتظار الطويل عند إجراء حصص '' الدياليز''،وحتى المطالبة بإجراء العمليات الجراحية ''الزرع'' باتت تسير بخطى السلحفاة، ويقدر عدد المرضى الذين ينتظرون إجراء العملية الخاصة بالزرع 14مريض متحصلين على متبرع،منقسمين بين المراكز الخاصة بالتصفية، مستشفى الولاية وجمعية أمراض الكلى للولاية. تتأسف على بعض معاملات المرضى الذين يشتكون دائما سوء التنظيم ،وفي تصريح لمندوب الجمعية تأسف على بعض معاملات المرضى التي وصلت حتى الاعتداء عليه مطالبين بالإعانة ماديا، وهو الشيء المستحيل في تصريح المندوب مرجعا السبب لوقف البلدية والولاية للإعانات المادية منذ عام 2010م، من مطالب الجمعية الرئيسية هو تعيين طبيب خاص بأمراض الكلى أو فتح مركز عمومي لطب الكلى الذي سيسمح بتخفيض نسبة الإصابة في الولاية، وأيضا الحصول على سيارة إسعاف، التي ستفتح المجال كثيرا في تحسين حياة المريض، ويبقى المطلب الأول الوحيد المسطر من قبل الجمعية الجزائرية لطب الكلى و تصفية الدم و زرع الكلى،هو '' زرع الكلى عن طريق الجثث''، الذي سيحل الكثير من المشاكل أهمها الفقر و البطالة للمريض،إن عملية زرع الكلى هي الحل الوحيد، من معاناة التصفية المتعبة نفسيا وجسديا و المكلفة ماديا، وتمكنهم من عيش حياتهم بطريقة عادية، وزرع الكلية للمريض سينقص من تكاليف العلاج على المريض و الدولة. ملاحظة: البحث موثق من قبل طبيب مختص بمرض '' القصور الكلوي ''.