يعاني 75 بالمائةو من الشباب الذين تتراوح أعمارهم ما بين 20 و40 سنة من قصور كلوي حاد، حسب النتيجة التي خلص إليها تحقيق أعده فريق طبي من مستشفى باتنة الجامعي شمل 176 مريض في ولاية باتنة وضواحيها لسنة 2010. وقد بين التحقيق أن العوامل الوراثية وغياب الكشف المبكر، ساهما في تطور أمراض الكلى بالمنطقة إلى قصور كلوي حاد يستلزم إجراء عمليات التصفية دوريا. كشف تحقيق قدمه أخصائيو أمراض الكلى من مستشفى باتنة عن تسجيل 154حالة إصابة بالقصور الكلوي الحاد سنويا، حيث اعتبر الأخصائيون ان الجزائر تسجل رقما مرتفعا للإصابة بالفشل الكلوي سنويا نتيجة عوامل متعددة أرجعها الدكتور ''احمد شنار''، أخصائي أمراض الكلى وفريقه الطبي بمستشفى الجامعي بباتنة، إلى العامل الوراثي وضعف التشخيص المبكر الذي يؤدي الى إنقاذ 30 بالمائة من المرضى من مشاكل الفشل الكلوي الحاد الذي يتخبط فيه عدد كبير من المرضى حاليا. كما بين التحقيق، حسب المختصين، أن مرض القصور الكلوي المزمن في الجزائر يصيب الرجال أكثر من النساء حيث تصل معدلات إصابة الرجال بهذا المرض إلى أكثر من 52 بالمائة، تتراوح أعمارهم ما بين 15 و85 سنة. 80 بالمائة من أمراض الكلى وراثية أرجع الأخصائيون أسباب الإصابة بالقصور الكلوي في منطقة باتنة وما جاورها، الى عوامل متعددة من بينها العامل الوراثي الذي يلعب دورا كبيرا في كثير من الامراض التي تصيب المواطن الجزائري نتيجة عادات اجتماعية متوارثة، منها زواج الأقارب الذي يشكل لوحده عاملا مهما لبروز العديد من الامراض المزمنة والفشل الكلوي واحد منها. ونبه المختصون الى ضرورة الابتعاد والتقليل الى حد كبير من زواج الأقارب الذي يسود كثيرا في المناطق الداخلية المحافظة التي لا ترغب العائلات فيها بمصاهرة الغرباء وتفضل الأقارب، وهو ما يفسر كثرة وشيوع الامراض الوراثية بهذه المناطق. وأضاف المختص انه بعد العامل الوراثي تأتي التعقيدات الصحية المرتبطة بأمراض أخرى والتي تصيب الكلى بأمراض مستعصية. وأضاف المتحدث أن 49 بالمائة من مرضى الكلى يعانون، حسب الدراسة، من ارتفاع ضغط الدم، بالإضافة الى إصابة 38 بالمائة بأعراض مرض السكري. ونبه المختصون إلى ضرورة اخذ الاحتياطات اللازمة في الحالتين، حيث قد تؤدي أي اختلالات بسيطة الى تعريض المريض الى خطر حقيقي قد يصل الى حد الوفاة. التصفية تبقى الحل وحيد نبه المختصون الى كون التصفية هي الطريق الوحيد لعلاج المريض الذي يعاني من القصور الكلوي او مساعدته على مواصلة الحياة، حيث ذكر المختصون أن 80 بالمائة من المرضى مضى على ارتباطهم بآلة تصفية الدم أكثر من 10 سنوات ونسبة كبيرة منهم أيضا مضى على إجرائها عمليات التصفية اليومية أكثر من 5 سنوات، وهي مدة طويلة جدا ومتعبة نتيجة الامراض الخطيرة المصاحبة لعملية الدم والتي تنتقل إليهم عن طريق تصفية الدم مثل التهاب الكبد الفيروسي وأمراض معدية خطيرة أخرى يعاني منها مرضى الكلى بقية حياتهم، وهو ما يزيد من معاناتهم من المرض وما يترتب عنه من آلام وضغوط نفسية كبيرة، حيث ليس من السهل أن يصدق إنسان انه يسكون مضطرا للاستعانة بآلة طوال حياته، وهو ما يفسر حالة القلق التي تعاني منها شريحة واسعة من مرضى القصور الكلوي خاصة الشباب الذين يمثلون نسبة 26 بالمائة من إجمالي عدد المصابين بهذا الداء المزمن في منطقة باتنة.