احتضنت قاعة المحاضرات بالمتحف الوطني لولاية سطيف يوم أمس ندوة وطنية تحت عنوان "الإعلام الوطني في زمن الأزمات _الدور والمهام_" بمناسبة اليوم العالمي لحرية التعبير وذلك من تنظيم منتدى المثقفين والإعلاميين الجزائريين تحت اشكالية كيف يساهم الإعلام الوطني في حماية الامن القومي للوطن في زمن الأزمات. هذه الندوة حضرها كل من والي ولاية سطيف السيد "عبد القادر زوخط وممثلين عن السلطات العسكرية والمدنية وكذا عدد من الدكاترة والإعلاميين الجزائريين الى جانب عدد من طلبة الإعلام بجامعة سطيف. افتتحت أشغال هذه الندوة بكلمة ألقاها السيد "نبيل بوسكين" رئيس منتدى المثقفين والاعلاميين الذي رحب بالحضور ، ليحيل الكلمة الى السيد "مكي محمد السعيد "الباحث الأكاديمي و الاستراتيجي الذي تحدث عن كيفية ادارة الأزمات في ظل ما يحدث الآن وكيف ستكون تداعياتها ، وهل الاعلام اليوم يمكن له ان يؤثر على الامن القومي الجزائري، مشيرا إلى كيفية استغلاله بإيجابية تخدم الوطن وعن الإعلام كمنتوج يستهلك. هذا وقد تم تكريم الاستاذ "سعيد نجام " الذي ترك بصماته في الاعلام السمعي والمكتوب من خلال مشواره الطويل في هذا المجال من قبل السيد الوالي من خلال تسليمه شهادة اعتراف واهدائه عمرة الى البقاع المقدسة في شهر رمضان ، اعترافا بمجهوداته وتقديرا لما قدمه لهذه المهنة. لتنطلق اشغال الندوة ابتداء بكلمة القاها السيد "فيصل غامس" الذي ترحم على ارواح ابطال هذه المهنة وكل من خدمها بإخلاص ويحيل الكلمة الى الدكاترة المداخلين بداية من السيد "محمد لعقاب" الدكتور الاكاديمي بجامعة الجزائر الذي قال بأنه يجب ان نفرق بين مفهوم الازمة عموما وأزمة الإعلام، قائلا أن الازم في اعلامنا الوطني تكمن في ، جملة من المشاكل التي يعانيها هذا القطاع موجها جملة من الانتقادات لواقع الإعلام في بلادنا كتحكم الدولة في الخط الإفتتاحي للجرائد مشيرا إلى ضرورة توفر مطبعة خاصة بكل جريدة للتخلص من القيود التي تفرضها عليها الدولة ، منبها أيضا إلى تحكم أصحاب الإعلان في سياسة الجريدة التي لا تملك ان توجه اي انتقادات للشركة صاحبة الاشهار وعلى هذا الاساس قال بأن الإعلان يشكل خطرا كبيرا على قطاع الإعلام ويكمل بأن الصحف اصبحت اشبه بالحوانيت والدكاكين لأنها تعطي للاعلان مساحات كبيرة مقارنة بالأخبار، مشيرا الى غياب مصادر الخبر بالنسبة للصحفي اضافة الى مشكال عدة يعانيها الصحفيين في الجزائر كانخفاض الرواتب والتهميش واستعبادهم قائلا بأن هذه المهنة اصبحت اليوم ربحية مما أدى إلى غياب الضمير المهني والموضوعية بها . ليختتم مداخلته بمطابته بقانون اعلام جديد يعالج هذه المشاكل مقترحا جملة من المطالب التي يجب ان يحويها منها: عند نشر الصحافة لقضية فساد جهة معينة من واجب النيابة العامة التحرك ومباشرة التحقيق في الأمر. أن يملك الصحفي المخول الحق في النقد والتعليق. أن يحدد الحد الأدنى لأجور الصحفيين . تحديد مدة معينة للتربص يثبت الصحفي بعدها مباشرة في العمل ان لوحظ انه أهل لها . فتح المجال للسمعي البصري أمام الخواص والسماح بإنشاء قنوات جزائرية جديدة . أيضا كانت هناك مداخلات لكل من الدكتور" جمال بن زروق" الذي تحدث عن مفهوم الحياد في الإعلام الدولي وعن واقع الإعلام في الجزائر موجها ايضا بعض الانتقادات كضعف التكوين الاكاديمي بالجزائر للإعلاميين ، والسيد "عز االدين بن عطية" مدير جريدة الأيام الجزائرية الذي تحدث بدوره عن مفهوم الأمن القومي وكيف يجب ان يتعامل الإعلام مع القضايا التي من شأنها المساس بالأمن القومي مشيرا الى الحدود التي يجب ان يقف الصحفي عندها لكي لا يمس بهذا الأخير. أما آخر مداخلة فكانت للأستاذ "ركح عميروش" الذي تحدث عن دور الإعلام وقت الأزمات . وقبل اختتام هذه الندوة فتح المجال امام الحضور للأدلاء بإنشغالاتهم وطرح تساؤلاته على الدكاترة المداخلين ، الذين عملو على الرد عليها ومناقشتها مع الحضور. وفي الختام تم الخروج بالعديد من التوصيات التي من شأنها ان تخدم الإعلام والإعلاميين في الجزائرمستقبلا.