شكل موضوع التغطية الإعلامية لمجازر الثامن ماي 45، محور نقاش ندوة إعلامية تاريخية حول إشكالية البحث عن الحقيقة والكشف عن الجريمة الذي احتضنته نهار أمس قاعة الحفلات وسط مدينة سطيف احتفالا باليوم العالمي لحرية التعبير، ويدخل في إطار التحضير لإحياء الذكرى الرابعة والستين لمجازر الثامن ماي التي تحتضن مراسيمها الرسمية هذه السنة ولاية سطيف. الندوة التي بادرت بتنظيمها بلدية سطيف بالتنسيق مع مديرية المجاهدين وحظيت برعاية رئيس الجمهورية، حضرها إلى جانب مؤرخين وأساتذة جامعيين بمعهد الإعلام بجامعة الجزائر العاصمة، عدد من الوجوه الإعلامية الجزائرية والعاملين في الحقل الإعلامي، إلى جانب طلبة معهدي الإعلام والتاريخ بجامعة فرحات عباس بسطيف. وحسب الإعلامي فيصل غامص مدير إذاعة سطيف سابقا والمشرف العام على الندوة، فإن الهدف الرئيسي من هذه التظاهرة، هو محاولة رفع النقاب عما تم ارتكابه من مجازر في حق الشعب الجزائري، واستقراء التاريخ لكشف بعض الحقائق لجيل ما بعد الاستقلال حول همجية الاستعمار الفرنسي التي تعدت كل التوقعات خلال مجازر الثامن ماي، ثم محاولته طمس الحقائق بسيطرته على وسائل الإعلام بمختلف أنواعها حتى لا يكون لها صدا خارجي وجلب انتباه الرأي العام الدولي.. وتخلل هذه الندوة محاضرتان الأولى بعنوان التغطية الإعلامية لمجازر الثامن ماي 45 للمؤرخ والإعلامي زهير إحدادن أستاذ بمعهد الإعلام بجامعة الجزائر، الذي مهد لمحاضرته ببعض الشهادات التي عاشها خلال أحداث الثامن ماي ثم بمسقط رأسه بمدينة الطاهير ولاية جيجل، قبل أن يعرج على مختلف المراحل التي مرت بها الجزائر منذ دخول المستعمر الفرنسي سنة 1830 إلى غاية تاريخ أحداث الثامن ماي 45 بداية التمهيد لثورة أول نوفمبر 1954، وفي هذا السياق كشف الأستاذ إحدادن عن ثلاث مراحل ميزت هذه الفترة، مرحلة أولى بين عامي 1830 و1838 وميزتها المقاومة المسلحة، تلتها مرحلة السياسة والمطالب وعدم اللجوء إلى العنف إلى غاية سنة 1943، ثم مرحلة توحد الشعب الجزائري وفكرة استرجاع السيادة الوطنية التي تبنتها حركة أحباب البيان والحريات. وبخصوص الدور الإعلامي إبان أحداث الثامن ماي، أكد الأستاذ إحدادن أن التغطية الإعلامية لم تكن إطلاقا، حيث كان هناك تعتيم إعلامي بإرادة من السلطات الفرنسية محاولة منها طمس الحقائق لتصرف نظر الرأي العام الدولي على جرائمها، مضيفا أن الإعلام العربي بدوره لم يعط الأحداث حقها الإعلامي إلا بعد مرور وقت طويل، وأضاف الأستاذ إحدادن أن فكرة الاحتفالات بالذكرى سنويا بداية من سنة 1946 كانت من صنع حزب الشعب الجزائري لإدخالها في ذاكرة الشعب.. ثاني محاضرة جاءت بعنوان "قراءات في مجازر الثامن ماي" للدكتور عبد الرحمان خلفة من كلية التاريخ بجامعة فرحات عباس بسطيف، تطرق فيها إلى أهم المحطات التي ميزت الأحداث عبر مختلف مناطق الوطن وصداها وسط المجتمع الدولي، بالاضافة إلى الوقوف على الجريمة وكيفية معالجتها أو تغاضي الإعلام عنها. تجدر الإشارة إلى أن ولاية سطيف، سطرت برنامجا ثريا بمناسبة الاحتفالات بالذكرى الرابعة والستين لمجازر الثامن ماي 45، يتضمن فضلا عن الندوات الإعلامية، وندوة تاريخية بجامعة سطيف بعنوان قراءة قانونية وتاريخية في مجازر الثامن ماي، دورات دولية في كرة الطائرة وأخرى في الملاكمة وانطلاق المراطون الدولي.