استفادت المحطّة المعدنية لحمّام بوغرارة الواقعة على بعد 30 كلم غرب مدينة تلمسان من مخطّط للعصرنة والتوسّع قصد التحسين من الأداء العلاجي الطبّي والحموي وترقية الخدمات المرتبطة بالنشاط السياحي مثل الإيواء والتسلية والترفيه. ذكر المدير العام لمؤسسة التسيير السياحي لتلمسان السيّد معاشو كاري أن هذه العملية التي قرّرتها وزارة السياحة والصناعة التقليدية، والتي تندرج ضمن استراتيجية لتطوير المحطّات الحموية وعصرنتها تهدف إلى إعادة تأهيل هذا المرفق وفق المعايير الدولية المعمول بها بالهياكل السياحية والمحطات الحموية وتدعيمها بعتاد حديث وتجهيزات طبّية متطوّرة تستجيب لنوع العلاج المطلوب. ولتجسيد هذا المخطّط تمّ مؤخّرا التوقيع على اتّفاقية بين مؤسسة التسيير السياحي لتلمسان ومكتب دراسات يمثّل مجمّع لثلاث مؤسسات إسبانية من أجل القيام بدراسة مشروع عصرنة وتحسين خدمات المحطة المعدنية المذكورة، إلى جانب ثلاث أخرى بغرب البلاد وهي بوحنيفية (معسكر) وحمّام ربّي (سعيدة) وحمّام بوحجر (عين تموشنت)و وفق ذات المسؤول. وأشار السيّد كاري إلى أن عملية الاختيار وقعت على هذه المؤسسات الإسبانية لما تتمتّع به من خبرة في هذا المجال والأعمال التي قامت بها في تطوير المؤسسات السياحية الحموية. وتهدف الاتّفاقية إلى تطوير هذه المحطات المعدنية وترقيتها لجلب أكبر عدد ممكن من السيّاح من داخل وخارج الوطن من خلال مرحلتين، تخصّ الأولى منها الدراسات التي تستغرق ستّة أشهر والثانية أشغال العصرنة التي ستنجز في آجال لا تتعدّى 20 شهرا. وقد خصّص لمحطة حمام بوغرارة لوحدها ضمن هذا البرنامج غلاف مالي قدره 750 مليون دج للقيام بالدراسة التقنية وتنفيذ الأشغال، حسب المدير العام لمؤسسة التسيير السياحي لتلمسان الذي أضاف أن عملية العصرنة تهدف كذلك إلى الرّفع من طاقة الاستقبال للمؤسسة. وتتربّع هذه المؤسسة على مساحة إجمالية تقدّر بأكثر من 63 ألف متر مربّع وتتّسع إلى 180 سرير موزّعة على 30 غرفة و14 بنغالو و16 شقّة، فضلا عن مطعم يقدّم 200 وجبة يوميا ومقهى وفضاءات للتسلية والترفيه. كما تتوفّر محطة حمّام بوغرارة في المجال العلاجي على عيادة وفضاءات صحّية للتدليك والعلاج المعدني بطاقة 160 حصّة علاجية في اليوم وحمّامات بطاقة 1200 حصّة حموية في اليو، كما أضاف نفس المسؤول الذي أوضح أن المياه المستخدمة في العلاج تنساب من ثلاثة منابع أساسية حرارتها تصل إلى 45 درجة بتدفّق 5ر6 لتر في الثانية (21 متر مكعّب في الساعة)، وهي غنية بالمواد المعدنية التي تفيد الصحّة وتعمل على علاج العديد من الأمراض المتّصلة بالمفاصل والبشرة والأجهزة الداخلية. ويشمل التأهيل كذلك المستخدمين الذين من المقرّر أن يستفيدوا من برامج للتكوين المتخصّص، سواء على مستوى مؤسسة التسيير السياحي أو بالمعاهد والمدارس التابعة للقطاع للرّفع من كفاءتهم المهنية ومسايرة تطوّر المؤسسة، حسب ذات المصدر الذي أكّد أن تكوين العمّال بمختلف فئاتهم يعدّ إحدى الاهتمامات الرئيسية لمؤسسة التسيير السياحي لتلمسان. وبخصوص الجانب العلاجي فإن هذا المرفق يعدّ مؤسسة للعلاج بالاستحمام عن طريق الرشّ بالماء المعدني والتدليك تحت الماء والأشعّة تحت الحمراء والموجات فوق الصوتية أو المعالجة بالكهرباء، حسب الطاقم الطبّي العامل بالمحطة الذي أكّد أن المياه تتميّز بتركيبتها الفيزيوكيميائية الغنية بالمواد المعدنية النافعة للجسم واللياقة لبدنية باعتبارها تنصح لعلاج عدّة أمراض، منها مرض المفاصل والأمراض الجلدية والمسالك البولية والجهاز الهضمي.