وصل الى سطح الارض صباح امس المجموعة الأولى من العمال ال 33 العالقين في الشيلي، والذين مضى 69 يوما على حصارهم في منجم سان خوسيه الذي انهار الخامس من شهر أوت الماضي. وذكرت تقارير اخبارية انه حتى هذه اللحظة تم انتشال تسعة عمال بنجاح. وذكرت هيئة الاذاعة البريطانية "بي بي سي" ان فلورينسيو أفالوس هو أول من خرج عبر الكبسولة من بين العمال المحاصرين في المنجم الواقع قرب كوبيانو، ليتبعه بعد حوالي ساعة زميله ماريو سيبالفيدا، ومن ثم لحق بهما زميلهما الثالث خوان إلانيس. وتم اختيار أفالوس البالغ من العمر 31 عاما لأنه الأقوى والأفضل من الناحية الصحية من بين العمال المحاصرين. وأشرف الرئيس الشيلي سيباستيان بينيرا بنفسه على عملية الإنقاذ التي بدأت حوالي الساعة الحادية عشرة والربع مساء بالتوقيت المحلي (الساعة الثانية والربع صباحا بتوقيت غرينتش) بعد تأجيل قرابة ثلاث ساعات عن الموعد الذي كان قد حدد في وقت سابق. وتجري عملية الإنقاذ وسط ترقب الشيليين والعالم، ومتابعة واسعة من قبل وسائل الإعلام المحلية والأجنبية التي تنقل الحدث على الهواء مباشرة. وكان الرئيس بينيرا باستقبال أفالوس لدى خروجه من الكبسولة التي حملته إلى سطح الأرض، فقد احتضنه في مشهد مؤثر وسط تصفيق الجماهير التي احتشدت للترحيب بالعائدين من ظلام الحصار في المنجم الذي قضوا فيه أكثر من شهرين على عمق حوالي 700 متر تحت سطح الأرض. كما احتضن الرئيس بينيرا أيضا شيبالفيدا لدى خروجه من الكبسولة، وقد راح يقفز فرحا بعودته من الحصار تحت الأرض وسط تصفيق المسؤولين وذوي العمال وأفراد طواقم الإنقاذ. كما لقي إلانيس ترحيباً مماثلاً من قبل الرئيس والجمهور. ووسط ترقب كبير وقف الرئيس بينيرا وزوجته سيسيليا موريل، ومعهما كبار المسئولين وذوو العمال وأقرباؤهم وأصدقاؤهم، يودعون الخبير الفني مانويل جونزاليس وهو يغادر سطح الأرض داخل الكبسولة التي أُطلق عليها اسم "طائر العنقاء"، متوجها داخل المسرب العميق الذي يؤدي إلى المنجم المنهار حيث كان العمال ال 33 العالقون بانتظاره بفارغ الصبر. وفي مشهد مؤثر، راح الرئيس والمسئولون ومن حضر معهم من مواطنين يرددون النشيد الوطني الشيلي ويطلقون صيحات الابتهاج والصلوات لعودة العمال المحاصرين بسلام إلى سطح الأرض. وأدلى بينيرا عقب وصوله إلى موقع الإنقاذ بتصريح قال فيه: "لقد تعهد الشيليون بألا يستسلموا، ولم نستسلم، بل حفظنا عهدنا". وتم الانقاذ عبر إنزال الكبسولة الفولاذية المعدة خصيصا في استراليا التي يبلغ قطرها 53 سنتيمترا، والتي نقل العمال من خلالها تباعا من باطن الأرض، علما بأنها أنزلت فارغة لمرتين على سبيل التجربة، ثم قام الخبراء بتقييم التجربة. يشار الى ان حكومة تشيلي استخدمت وسائل جبارة لانقاذ هؤلاء العمال الناجين بأعجوبة الذين باتوا نجوما عالميين. كما انتدبت وزيرا يداوم يوميا في مكان الحفر، واستخدمت ثلاث حفارات لحفر بئر الإخلاء ورافعات وكبسولات للإنقاذ صنعت خصيصا في ورش البحرية. يذكر أنه وبعد سبعة أيام على الانهيار الذي أدى لاحتجاز العمال بمنجم للذهب والنحاس في سان خوسيه في 5 أوت الماضي، اعتبر وزير المناجم لورنس غولبورن أن إمكانية العثور عليهم على قيد الحياة "ضعيفة جدا". لكن ضغط عائلات عمال المناجم التي خيمت في الموقع منذ اليوم التالي، حمل عمال الإنقاذ على متابعة جهودهم حتى جاء يوم 22 أوت الماضي عندما وردت رسالة عبر أحد المجسات من العمال المحصورين يقولون فيها "نحن على ما يرام".