مئات المجلات والصحف وعشرات المحطات التلفزيونية أرسلت بصحافييها ومصوريها الممتازين لتغطية حدث بدأ العالم يحبس أنفاسه ليشهده اليوم الثلاثاء أو الأربعاء على الأكثر، وهو البدء بإخراج 32 عاملا تشيليا وبوليفي واحد، محاصرين منذ 67 يوما في فراغ مظلم مساحته 50 مترا مربعا عند عمق 700 متر تحت الأرض بعد أن انهار عليهم سقف منجم كانوا يستخرجون منه النحاس الخام في التشيلي الواقعة بأقصى جنوب القارة الأمريكيةالجنوبية. أكثر من 3 آلاف صحافي ومصور تلفزيوني ومهندس وعامل في حقول الإغاثة وغيرها، إضافة إلى ذوي المحاصرين العالقين وآخرين فضوليين، وصلوا إلى موقع المنجم على مراحل منذ انهياره فجأة على من فيه يوم 5 أوت الماضي، حيث تداعت الأنقاض على مخرجه الرئيسي وحاصرت عماله تحت عمق نادر وفي حدث وصفته وسائل إعلام عدة تشيلية وغيرها، اطلعت «العربية.نت» على تقاريرها ومحتوياتها، ووصفته بأنه لا شبيه له في تاريخ الانهيارات المنجمية حتى الآن وما حدث لعمال منجم «سان خوسيه» الواقع في برية «أتاكاما» الشبيهة طبيعتها ببادية صحراوية تقع بجوار مدينة «كوبيابو» البعيدة في شمال تشيلي 725 كيلومترا عن عاصمتها، سنتياغو، هو نادر بكل المقاييس تقريبا، فقد ظل العمال بعد الانهيار، وطوال 17 يوما، في غياب كلي عن العالم ومن دون حس ولا خبر.ولأنهم ظنوهم أمواتا تحت الأنقاض، فقد قام نجم الكرة البرازيلي الشهير، بيليه، بالمشاركة في قداس أقاموه لأرواحهم في إحدى كنائس سان باولو بعد أن علم أن بين العاملين لاعب تشيلي بكرة القدم كان يعرفه في ثمانينات وتسعينات القرن الماضي، واسمه فرانكلين لوبوس.واختصارا، فإن التواصل مع العمال المحاصرين تم منذ اكتشاف أنهم مازالوا أحياء في ما بعد، وما زال يتم طوال 50 يوما مضت حتى الآن، من خلال فتحة صغيرة تم حفرها بقطر 10 سنتيمترات، وإسقاط أنبوب فولاذي منها لينزل عبره ماء معلب وغذاء مجهز قدمته لهم وكالة الفضاء الأميركية (ناسا) بعد طلب المساعدة منها لخبرتها في تعليب الماء والغذاء الخاص برواد الفضاء وهم في حالة انعزال كلي داخل مركباتهم خارج الأرض. ومن تلك الفتحة الصغيرة أيضا يتم تزويد المحاصرين برسائل تصل إليهم من ذويهم، وبإرشادات ونصائح طبية يرسلها إليهم أطباء معسكرين في المكان، بل وبأسئلة يطرحها عليهم صحافيون في بعض الأحيان ممن يستخدمون كاميرا فيديو تم إنزالها إلى المكان لتصوير العمال عند الحاجة إلى تصويرهم، ثم تزويدهم بالأهم إضافة للماء والغذاء، وهو الأوكسيجين الذي يتم نفثه بلا توقف عبر الأنبوب المتدلي من الفتحة إلى المكان المحاصر فيه من يمكن تسميتهم بأهل الكهف برغم أنهم بلا كلب وعددهم معروف.