كشف تقرير حقوقي أنجزه مركز معلومات وادي حلوة-سلوان عن صورة قاتمة لحياة وواقع الفلسطينيين بالقدسالمحتلة. ووثق التقرير الانتهاكات الإسرائيلية ضد المقدسيين في المدينةالمحتلة منذ مطلع العام الجاري، من اعتداءات على المسجد الأقصى والمقدسات والمقابر الإسلامية. وسلط التقرير الضوء على حملات الاعتقالات لقاصرين وشبان ونساء واستشهاد الأسير جهاد عبد الرحمن الطويل (47 عاما) بعد الاعتداء عليه بمعتقل بئر السبع، إضافة إلى هدم منشآت سكنية وتشريد العشرات من الأفراد. ولاحظ التقرير تنامي جرائم المستوطنين بحق المقدسين بالتوازي مع تصاعد وتيرة الاستيطان ومخططات التهويد ووضع اليد على العقارات وأملاك الفلسطينيين من قبل الجمعيات اليهودية. وبحسب التقرير ناقش الكنيست ولأول مرة منذ احتلال القدس فرض السيادة الإسرائيلية على ساحات الحرم القدسي الشريف كبديل للسيادة الأردنية ودائرة الأوقاف الإسلامية، حيث اقتحم الأقصى خلال الشهرين الماضيين أكثر من 1600 متطرف يهودي، وعلى رأسهم وزير الإسكان الإسرائيلي أوري أرئيلي، ونائب رئيس الكنيست موشيه فيجلن، وأبعدت سلطات الاحتلال عن المسجد الأقصى بأوامر عسكرية حوالي ثلاثين مواطنا من القدس والداخل الفلسطيني، وفرضت على المسلمين قيودا لدخول الساحات ومنعت الآلاف من المواطنين الذين تقل أعمارهم عن خمسين عاما من الصلاة بالأقصى. ورصد التقرير اعتقال 170 مقدسي منذ مطلع العام الجاري، أبرزها على خلفية الاقتحامات الإسرائيلية المسجد الأقصى بالبلدة القديمة والعيسوية، ومن بين المعتقلين 75 قاصرا. وبموازاة ذلك، تصاعدت وتيرة عمليات الهدم والتشريد بمختلف أحياء المدنية المحتلة وتم هدم عشرة منازل، كما قام عدد من المقدسيين بعمليات الهدم ذاتيا تنفيذا لقرارات المحاكم الإسرائيلية، وتركزت عمليات الهدم في بيت حنينا، جبل المكبر، العيسوية، صور باهر، شعفاط، والطور. وواصلت طواقم البلدية توزيع إخطارات هدم إدارية على منشآت سكنية وتجارية ورياضية بحجة (البناء دون ترخيص). وتمادى المستوطنون في الاعتداءات على المقدسيين وممتلكاتهم، وسجلت عشرات الجرائم التي ترتكبها منظمة (تدفيع الثمن) على المقدسيين وأملاكهم وسيارتهم وأراضيهم وحقول الزيتون والمباني العامة للفلسطينيين، وقطعت المياه عن مئات العائلات وضيقت على مؤسسات وجمعيات ومنعت أنشطتها بذريعة أنها تابعة للسلطة الفلسطينية. وقد رافق ذلك اعتداءات وانتهاكات لسلطات الاحتلال بحق المقدسيين بتدنيس مقبرة مأمن الله وإقامة مشروع سياحي وحديقة عامة عليها، وتجريف مساحات من أراضي جبل الزيتون بحي الصوانة لإقامة ما يسمى (المطلة الوسطى) قبالة الأقصى. وصادقت بلدية الاحتلال على بناء مدرسة يهودية ومركز استيطاني في حي الشيخ جراح على مساحة أربعة دونمات، وحولت إدارة الحديقة التوراتية والقصور الأموية لجمعية (ألعاد) الاستيطانية، التي ستسيطر على الجهة الجنوبية لحائط البراق وعلى أماكن تاريخية منذ الفترة الإسلامية، إلى جانب الشروع في مشروع استيطاني (بيت العين) -جنوب أسوار الأقصى- ممتد على مساحة 1200 متر يضم متحفا عن التاريخ اليهودي. وركز المركز الحقوقي على انتهاك سلطات الاحتلال حق التعليم، حيث وثق التقرير اعتداءات شرطة الاحتلال وقوات حرس الحدود على طلبة المدارس، وانتشارها المكثف على الحواجز الشرطية قبالة المدارس بعدة مناطق، ومنعت مئات الطلبة بالمرحلتين الإعدادية والثانوية من الوصول للمدارس بذريعة عدم وجود أوراق ثبوتية بحوزتهم، وأخضعتهم لتفتيش وممارسات استفزازية وصلت إلى حد استعمال القوة وإطلاق الغاز المدمع والرصاص المطاطي لتفريقهم.