يعيش المجتمع الجزائري حالة من الركود الشديد في مجال ثقافة المطالعة ونقص اتجاه معظم الشباب إلى المراجع المختلفة من العلمية إلى التاريخية إلى الكتب المتخصصة في كل العلوم، والكتب الثقافية بالنسبة لعامة الناس، وذلك بسبب عوامل كثيرة منها عصر السرعة الذي نعيشه والذي يتطلب الوصول إلى المعرفة في أقل وقت ممكن على حد قول بعض المواطنين، وهذا ما يسبب انخفاض نسبة الثقافة العامة التي يتحلى بها الأشخاص، وانعدام السلوك والأخلاق والتربية عموما والدينية خصوصا التي تتطلب مراجعة الكتب والتفقه في شتى المجالات.. م. كربوش أصبح نقص المطالعة ظاهرة مرضية لدى مختلف الفئات العمرية وخاصة الشباب، منها هذا بعد الهروب من ثقافة القراءة واكتساب المهارات والخبرات والثقافة العامة، وتوسيع الاضطلاع على مختلف الثقافات والعلوم، إلى الرجوع إلى مختلف الوسائل التكنولوجية الحديثة من إنترنيت إلى الهواتف الذكية إلى الفايسبوك إلى الصحافة الإلكترونية ومختلف العوامل التي تحتوي على معلومات متنوعة، هي بالأحق لا تملك المصداقية التامة مثل الكتاب الذي يحتوي على إشارات لمصدر معلوماته ومعرفة المؤلف من يكون البلد والسنة التي نشر فيها، والدار التي نشرت الكتاب كذلك، على عكس المواد التي تنشر في الإنترنيت التي لا تتوفر على المصداقية نظرا لجهلنا من الذي كتب تلك المعلومات، وكل المعطيات المنجرة عنه. وهذا كله يعود إلى نقص أو انعدام المكتبات في مختلف أحياء العاصمة، وحلول مكانها محلات لبيع المأكولات، والملابس وأدوات التجميل نظرا لطغيان الثقافة التجارية ومحاولة الربح في أقصر وقت ممكن دون بدل الوقت عليهم، إضافة إلى ظهور الإنترنيت وسهولة الوصول إلى المعلومة في أقصر فترة ممكنة، إضافة إلى رغبة مختلف الشباب في الإبحار عبر الأنترنيت وتصفح المعلومات عوض اختيار كتاب والجلوس معه أطول فترة ممكنة قصد فهمه وتلخيص المعلومات والوصول إلى لب الموضوع أو المعرفة، أو الذهاب إلى التلفزيون من أجل عدم بدل جهد فكري كبير والحصول على الثقافة أو المعلومات بطريقة سهلة وسريعة. وحسب البعض أدت هذه الظاهرة إلى تراجع المستوى الدراسي للطلبة من مختلف الأطوار الدراسية وحتى الطور الجامعي، إضافة إلى تراجع المستوى الفكري والثقافي لدى عامة الناس، فتطغى المادة على التفكير الإنساني، وحب كل ما هو وسيلة لجلب المال خاصة التلاميذ في الطور المتوسط والثانوي وحتى الابتدائي من خلال التسرب المدرسي.. لذلك وجب على وزارة الثقافة تدعيم الأنشطة الفكرية والمحاضرات العلمية التي تحث على أهمية الكتاب في عصر السرعة، ودعم نشر الكتاب والحفاظ على الملكية الفكرية للمؤلفين وضمان حقوقهم، والتوسع في الحركة الثقافية من خلال توسيع دائرة التبادل الفكري من خلال التصدير والاستيراد بين الدول، والدور يعود لوسائل الإعلام ومختلف المؤسسات الاجتماعية التي ينبغي أن توصل رسائل عديدة للجمهور قصد التأثير فيه، وتقوده نحو الطريق الصحيح لصناعة مجتمع متكامل..