وصفت السعودية تصريحات رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي التي أدلي بها لقناة (فرانس 24) بالعدوانية وغير المسؤولة، واعتبرت اتّهامه لها بدعم الإرهاب في العراق افتراء وجزافا. أوضح مصدر مسؤول في بيان نقلته وكالة الأنباء السعودية (واس) أن (نوري المالكي يعلم جيّدا قبل غيره موقف المملكة الواضح والقاطع ضد الإرهاب بكلّ أشكاله وصوره، وأيّا كان مصدره، كما أنه يعلم جيّدا الجهود الكبيرة التي تقوم بها المملكة في مكافحة هذه الظاهرة على المستويين المحلّي والعالمي، الأمر الذي جعلها في مقدمة الدول التي تتصدّى للإرهاب). وأضاف البيان: (كان حريا برئيس الوزراء العراقي بدلا من أن يكيل الاتّهامات جزافا ضد الآخرين أن يتّخذ السياسات الكفيلة بوضع حدّ لحالة الفوضى والعنف التي يغرق فيها العراق بشكل شبه يومي، وبمباركة ودعم واضح للنّهج الطائفي والإقصائي لحكومته ضد مكوّنات الشعب العراقي الشقيق)، وتابع: (من الواضح أن الغاية من هذه التصريحات محاولة قلب الحقائق وإلقاء اللّوم على الآخرين لتغطية إخفاقات رئيس الحكومة العراقية في الداخل، والتي وضعت العراق تحت خدمة أطراف إقليمية أسهمت في إذكاء نار الفتنة الطائفية بشكل لم يعهده العراق على مدى تاريخه، كما عرّضته في الوقت ذاته لمخاطر تهدد وحدته الوطنية والترابية). وكان رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي شنّ في مقابلة تلفزيونية بثّت مساء السبت الماضي هجوما هو الأعنف على السعودية وقطر، حيث اتّهمهما بإعلان الحرب على العراق، معتبرا أن الرياض تبنّت (دعم الإرهاب) في المنطقة والعالم. وقال المالكي السياسي الشيعي النافذ الذي يحكم البلاد منذ العام 2006 والمتّهم من قِبل خصومه السياسيين بتهميش السنة، في مقابلة مع قناة (فرانس 24) إن مصدر هذه الاتّهامات مجموعة (طائفيين يرتبطون بأجندات خارجية بتحريض سعودي قطري). وفي المقابل، ردّ رئيس الوزراء العراقي السابق إيّاد علاوي على اتّهامات المالكي للسعودية بدعم الإرهاب في العراق، وذلك في مؤتمر لائتلاف الوطنية العراقية، متسائلا باستنكار: (كيف للمالكي أن يتّهم الدول العربية والسعودية بدعم الإرهاب دون أن يقدّم دليلا على اتّهاماته؟).