فشلت وزارة الأوقاف المصرية في بسط سيطرتها الكاملة على مساجد الجمعيات الإسلامية العاملة في مجال الدعوة، رغم الإعلان عن ضم أكثر من 11 مسجدا كبيرا كانت تتبع لتلك المؤسسات، فيما ظل أكثر من عشرة آلاف مسجد خارج نطاق تحكمها. وبالكاد تمكنت الأوقاف من توفير أئمة ودعاة للمساجد الكبيرة. أما المساجد المتوسطة والصغيرة -وهي الأكثر عددا- فلا تزال تحت عباءة تلك الجمعيات. وكانت وزارة الأوقاف قد أصدرت قرارا بضم جميع المساجد والزوايا على مستوى الجمهورية، بما فيها مساجد الجمعية الشرعية وأنصار السنة المحمدية، وبررت ذلك بضرورة إبقاء المساجد بعيدا عمن سمتهم بأصحاب الفكر المتشدد الذين يستخدمون المنابر في الدعاية السياسية والحزبية. وأكدت مصادر أن وزارة الأوقاف عاجزة فعليا عن سد احتياجات مساجدها الأصلية البالغ عددها 120 ألف مسجد، من الدعاة والأئمة، حيث لا يزيد عدد الأئمة التابعين لها عن 55 ألف إمام وداعية. وقال مسؤولون بالجمعيات الإسلامية المصرية إن الدعاة والأئمة التابعين لها خطبوا الجمعة اليوم دون أي تدخل من وزارة الأوقاف باستثناء بعض المساجد الرئيسية. وقال سيد سلام الرئيس الأسبق لأحد فروع الجمعية الشرعية بالهرم إن هذا القرار يدل على الفشل الذريع لوزارة الأوقاف التي تعودت ضم المساجد شكليا فقط بينما لا تفلح في توفير خطباء لها، فتظل تلك المساجد خاضعة في الواقع للجمعيات الشرعية وأنصار السنة وغيرها. ويستشهد سلام على كلامه هذا بخطبة الجمعة الأخيرة والتي ألقاها خطباء الجمعية الشرعية في كل المساجد التابعة لها باستثناء أربعة مساجد رئيسية فقط وفرت وزارة الأوقاف لها خطباء تابعين لها، بينما عجزت عن توفير أكثر من عشرة آلاف خطيب آخر لمساجد الجمعية. ويرى حسين سعيد، رئيس أحد فروع جمعية أنصار السنة المحمدية بالجيزة أن قرار وزارة الأوقاف بالسيطرة على المساجد التابعة للجمعية لم يعرف طريقه للتطبيق على الأرض بعدما فشلت الوزارة في توفير آلاف الخطباء لمساجد الجمعية، ولم تنجح إلا في توفير خطيب واحد فقط للمسجد الرئيسي للجمعية. وحسب مراقبين فإن قرار وزير الأوقاف بضم المساجد هو من قبيل العرض الإعلامي للإيحاء بأنها تفرض سيطرتها على تلك المساجد بينما يظهر الواقع عكس ذلك. في المقابل أبدى الدكتور علي جمعة المفتي السابق لمصر استعداد جمعية (مصر الخير) التي يرأسها للإشراف على مساجد الجمعية الشرعية وجمعية أنصار السنة وتوفير خطباء لها. من جانبه قال الشيخ محمد عز الدين، وكيل وزارة الأوقاف لشؤون الدعوة إن قرار ضم مساجد الجمعيات الإسلامية جاء تنفيذا لخطة الوزارة التي تهدف لنشر الفكر الأزهري الوسطي وضرورة أن تلتزم جميع المساجد بالمنهج الدعوي والخطة الدعوية للأوقاف. وأكد عز الدين في تصريحات صحفية أن قرار ضم جميع المساجد والزوايا على مستوى الجمهورية للأوقاف هدفه توزيع الأئمة ومقيمي الشعائر والعمال على هذه المساجد حتى تلتزم بخطبة جمعة موحدة.