عرفت المدارس الخصوصية إقبالا كبيرا من طرف الأولياء بغية إدراج أبنائهم لاسيما مع العد التنازلي لاقتراب امتحانات نهاية السنة، إذ يعد الفصل الثالث أقصر فصل سيواجه فيه تلاميذ بعض الأطوار امتحانات مصيرية على غرار ممتحني البكالوريا والتعليم المتوسط وكذا التعليم الابتدائي ومع الاضطرابات التي شهدتها المنظومة التربوية في هذه السنة وجد الأولياء أنفسهم مضطرين واستنجدوا بالمدارس التدعيمية بغية إنقاذ أبنائهم بعد التأثير الكبير للإضراب على نفسيتهم لاسيما الممتحنين في شهادة البكالوريا كأهم امتحان مصيري لتليه شهادة التعليم المتوسط. نسيمة خباجة كشرت بعض المدارس التدعيمية عن أنيابها وألهبت جيوب الأولياء، فالفترة المقترنة بإجراء الامتحانات هي فترة ثمينة لا تعوض بالنسبة لممارسي تلك النشاطات وعرفت إقبالا من طرف التلاميذ في مختلف الأطوار حتى هؤلاء الذين لا تنتظرهم امتحانات مصيرية بعد أن سجل الأولياء الفشل المعلن لأبنائهم حتى في الامتحانات العادية وتردي نتائجهم التي لم تعد مرضية البتة مما أجبرهم على إدراجهم بالمدارس الخاصة التي صارت بمثابة السوق الموازية للمدارس العمومية، والسبب هو تراجع مستويات التلاميذ والآفة أصابت حتى النجباء في بعض الأطوار وحدثت المفاجأة بعد انتقالهم إلى طور جديد سواء تعلق الأمر بتلاميذ الابتدائي الذين صعدوا إلى مرحلة المتوسط أو الدارسين بالمتوسط المنتقلين إلى الطور الثانوي، فالوضع أضحى يؤزم الأولياء كثيرا ولم يجدوا الحل إلا عن طريق إدراج أبنائهم بالمدارس التدعيمية التي تحولت إلى نشاط مربح للغاية في الوقت الحالي. وذكر بعض الأولياء أن فترة الامتحانات هي من أصعب المراحل التي تمر عليهم وعلى أبنائهم بسبب تحملهم مسؤولية متابعة الدروس المتراكمة والوقوف على كل صغيرة وكبيرة مثلما أعلمتنا به السيد كريمة التي قالت إن لها 5 أبناء يدرسون في مختلف الأطوار تتعب معهم كثيرا في مرحلة التحضير لخوض الامتحانات الأمر الذي أدى بها إلى إدراج اثنين منهم بمدرسة تدعيمية لتخفيف العبء عنها كونهما مقبلين على اجتياز كل من امتحاني شهادة التعليم المتوسط وشهادة البكالوريا ووجدت نفسها مجبرة على ذلك خصوصا مع الإضرابات التي عرفتها هذه السنة واختلاط الأمر على المتمدرسين بعد تلقيهم الدروس كلها في دفعة واحدة وكثرتها في مختلف الأطوار. ولم يخف الأولياء أن بعض المدارس التدعيمية انتهزت الظرف وراحت تعلن أسعارا خيالية على الدروس الملقاة على التلاميذ على الرغم من اقتراب نهاية السنة الدراسية التي سوف تنتهي في غضون ثلاثة أشهر على الأكثر فرضت بعض المدارس مبالغ خيالية تصل إلى 1 مليون سنتيم كمقابل على مادتين أو ثلاث مواد وهو الأمر الذي لم يتقبله الأولياء الذين وجدوا أنفسهم بين نارين نار الأسعار ونار فوات الدروس وفوات شرحها والمراهنة بمستقبل أبنائهم فاختاروا حل الإقبال على المدارس الخصوصية لإنقاذ أبنائهم من الرسوب، ما عبر به أحد الأولياء الذي قال إن الأسر هي من دفعت ثمن الإضرابات المتتالية مما أجبرها على الاستنجاد بالمدارس الخصوصية من أجل تدعيم الأبناء وتدارك ما فاتهم من الدروس خوفا من النتائج السلبية في نهاية السنة فلا يتقبل أي كان رسوب ابنه أو ابنته في امتحان مصيري بعد سنة دراسية شاقة ومتعبة.