لا يمر الفصل الثالث على التلاميذ مرور الكرام مثل بقية الفصول كونه النقطة الفاصلة بين انتهاء السنة الدراسية وكذا نجاحهم أو رسوبهم، بحيث بدأ الخوف يتسلل إلى قلوب البعض في الفصل الأخير مما أدى بهم إلى التكثيف من التحضيرات لاسيما الممتحنين في شهادات مصيرية على غرار شهادة التعليم المتوسط وكذا البكالوريا، وهو ما جسده إقبالهم المكثف على المدارس الخصوصية التي فتحت أبوابها على مصراعيها للمقبلين على الامتحانات النهائية في هذا الفصل باعتباره الفصل الأخير الذي يُحدّد به مصير الطالب سيما وانه فصل قصير جدا لا تتعدى فترته الشهرين. خباجة نسيمة راح اغلب التلاميذ إلى إرغام أوليائهم على ضرورة إدماجهم بالمدارس الخصوصية بعد أن وجدوا أنفسهم على بعد فترة وجيزة من بلوغ امتحانات نهاية السنة التي لم يعد يفصلهم عنها إلا أيام قلائل، ما أدى بهم إلى استباق الزمن من اجل التحضير لتلك الامتحانات المصيرية ووجدوا الحل في الإقبال المكثف على المدارس الخصوصية التي ستستأنف برنامج خاص بالنسبة للمقبلين على شهادتي البكالوريا وكذا التعليم المتوسط تحضيرا لتلك الشهادات، ما يقابله فرض بعض المبالغ الخيالية على التلاميذ وأوليائهم الذي يهون عليهم كل شيء في سبيل النجاح وتفادي شبح الرسوب بحيث انتهزت بعض المدارس الخصوصية الفرصة من اجل الربح خاصة وان الإقبال عليها سوف يتضاعف من طرف المقبلين على امتحانات مصيرية كون أن فكرة الدروس التدعيمية باتت مغروسة في عقول اغلب التلاميذ وأوليائهم قبيل الامتحانات بل وحتى في كامل السنة في مختلف الأطوار ومست العدوى حتى الطور الابتدائي. وفي هذا الصدد اقتربنا من بعض التلاميذ بعد عودتهم إلى مقاعد الدراسة من اجل الوقوف على برامجهم التحضيرية خلال هذا الفصل كفصل أخير وقصير المدة فما تميزوا به هو شدة القلق والخوف الظاهر على ملامحهم مع اقتراب الامتحانات النهائية ما دفعهم إلى المسارعة من اجل الاستفادة من دروس دعم سيما وان بعض المدارس الخصوصية تقدم على وضع برنامج ملم لكل الدروس الهامة وتلقينها للمقبلين على تلك الامتحانات المصيرية بطريقة سهلة وبسيطة عن طريق وضع حوليات مرفقة ببعض الحلول النموذجية وهو السر الذي جعل الكل يتهافت على تلك المدارس خاصة وأنها ترشد التلاميذ إلى طرق أنجع بتبسيط المعلومات. ما أكدته إحدى التلميذات المقبلة على شهادة التعليم المتوسط التي قالت أنها تستفيد من دروس الدعم منذ بداية السنة في مادتي الرياضيات والفيزياء وهما المادتان اللتان تعاني العجز في فهمهما مما اجبرها على التسجيل في الدروس التدعيمية منذ أوائل السنة لتضمن النجاح، وأضافت أن هناك تهافت وإقبال في هذا الفصل، فبعد أن كان الفوج يشتمل على 20 تلميذ وصل إلى حدود 30 تلميذ في انتظار المزيد مع اقتراب الامتحانات، كما أن الأساتذة هم في حالة استعداد قصوى من اجل تلخيص الدروس وتبسيطها للممتحنين. أما مانيا المقبلة على شهادة التعليم المتوسط فقالت أنها التزمت بالتسجيل في مدرسة خصوصية تزامنا مع الفصل الثالث خاصة وأنها الفترة التي تبرمج فيها اغلب المدارس برنامج خاص للتحضير للامتحان يتجسد في جمع الحوليات وحلها بأبسط الطرق من اجل توصيلها إلى التلاميذ، لذلك اغتنمت الفرصة لعدم تفويت تلك الفرص الهامة التي تمنحها حظوظ أكثر للنجاح، وقالت أن ما دفعها هو عدم اعتماد تلك الطرق السهلة في مدرستها التي غالبا ما يطبعها الحشو والإسراع في تلقين الدروس، في اغلب المواد قصد إتمام المقررات الدراسية لذلك وجد اغلب التلاميذ البديل في تلك المدارس الخصوصية ووجدوا فيها الحل الذي يغنيهم عن تلك العثرات التي يواجهونها في الفصل الأخير ببعض المدارس رغم تكاليفها المادية المرتفعة.