تمثل المصاحف وأجزاء القرآن الكريم والمخطوطات الإسلامية والعربية النادرة العائدة لقرون خلت، مكونا لافتا للأنظار بمتحف الكتاب والخطوط في مدينة لايبزيغ الألمانية. وضمن مقتنيات المعرض البالغة أكثر من مليون قطعة، يحتوي المتحف -الذي يعد الأقدم والأكبر من نوعه في العالم- نسخا وأجزاء من القرآن الكريم وريشا وأدوات للكتابة، وألواحا لكتابة وتعلم اللغة العربية من الفترة بين القرنين السادس والتاسع الهجري. ويحتوي المتحف الألماني للكتاب والخطوط على نسخ رقمية مسموعة من القرآن الكريم تجاور نسخا رقمية لكتب أخرى، إضافة لنسخ نفيسة من القرآن الكريم موضوعة بقسم للكتب السماوية الثلاث: التوراة والإنجيل والقرآن. كما تشمل مكونات المتحف نماذج لأنواع الخطوط العربية، ونسخا من جميع الكتب التي صدرت في ألمانيا منذ اختراع الطباعة الحديثة فيها عام 1447، ومن بين هذه الكتب نسخ من كافة الكتب التي صدرت عن الإسلام في البلاد من القرن الخامس عشر حتى الآن. وقالت مديرة متحف الكتاب شتيفاني ياكوب إن متحفها يضم مخطوطات عربية جاءت لألمانيا من الدولة الإسلامية بالأندلس قبل أفول شمسها. وأشارت إلى أن اللغة العربية مثلت للباحثين الأوربيين في العصور الوسطى أداة مهمة في فهم التطور التاريخي للخطوط. ويمثل متحف الكتاب والخطوط في لايبزيغ جزءا من المكتبة القومية الألمانية الموجودة بالمدينة الواقعة في شرق ألمانيا، وتم تأسيسه عام 1884 بشراء لايبزيغ مجموعة مقتنيات المستشرق هاينريش كايم المكونة من 67 ألف كتاب ومخطوطة. ويأخذ المتحف في تصميمه الخارجي الحالي شكل الكتاب، ويحمل شعار (علامات، وكتب، وشبكات من الخربشات قبل الكتابة، مرورا بالطباعة وصولا إلى الشبكات الرقمية)، وتحتوي مقتنياته على 150 ألف وثيقة أرشيفية، ويعد الأكثر امتلاكا في العالم لوثائق بعلامات مائية يبلغ عددها 400 ألف وثيقة. ويأخذ متحف الكتاب والخطوط زائره عبر رحلة تمتد خمسة آلاف عام تمثل قصة الإعلام الممثل بالكتاب والخطوط، ويقدم له نظرة عن مستقبل خير جليس ومجتمع المعلومات في العالم. وتشمل مقتنيات المتحف نماذج من معظم الخطوط في العالم، ونقوشا أثرية ورقاعا عظمية ورقائق خشبية تحمل كتابات من حقب وعصور تاريخية مختلفة كمصر الفرعونية وعراق حمورابي والصين وكوريا. كما تحتوي المقتنيات على قسم لأكثر الكتب رواجا بألمانيا والعالم، وقسم آخر لنسخ نادرة من الكتب السماوية الثلاث القرآن والإنجيل والتوراة، وثالث لمجموعة من الأناجيل التاريخية والمطبعة التي اخترعها يوهان غوتنبريرغ عام 1447 وتعد أول تطوير حديث للطباعة التي اخترعها الكوريون. وتعرضت ثلاثة أرباع مقتنيات متحف الكتاب بلايبزيغ لأضرار متفاوتة خلال الحرب العالمية الثانية، وتم تأمين قسم منها، وبعد هزيمة ألمانيا النازية ووضع الحرب أوزارها استولى الجيش الأحمر الروسي على أول أنجيل مطبوع في العالم من المكتبة ونقله إلى بلاده حيث يعرض حتى الآن بمكتبة موسكو القومية. ويعتبر قسم الرقابة آخر أقسام المتحف ويتكون من مواد ذات علاقة بالرقابة على الكتاب، ومن بين هذه المواد سلسلة طويلة من الكتب التي حظر الفاتيكان طبعها وتداولها، وكتب أخرى منعها النظام الشيوعي في جمهورية ألمانيا الشرقية التي تمثل لايبزيغ أحد أكبر مدنها.