حذر الأمين العام لحزب المؤتمر الشعبي، حسن الترابي، من انفصال جنوب السودان عبر الاستفتاء المقبل، وحذر في الدوحة قبل ان يبدأ جولة اوروبية تشمل عدة دول من تمزق السودان وتحوله إلى "صومال جديد". لكن الترابي استبعد قيام حرب جديدة بين الشمال والجنوب لاسيما في ظل وجود القوات الاممية في الجنوب. وتصاعدت الخلافات بين شريكي الحكم في السودان عقب فشل محادثاتهما في اديس ابابا حول الاستفتاء في منطقة ابيي المتنازع عليها بينهما والغنية بالنفط حيث اكد الجانب الحكومي استحالة تنفيذ الاستفتاء في المنطقة في التاريخ المحدد سابقا لعدة اسباب اهمها عدم اكتمال ترسيم الحدود وعدم تعريف من يحق له التصويت بينما تمسكت الحركة الشعبية بتنفيذ الاستفتاء في موعده، يأتي ذلك في ظل تبادل للاتهامات بين الجانبين بنقل عتاد عسكري الى المنطقة فيما اعلنت قبيلة المسيرية عدم تنازلها عن حقوقها التاريخية والجغرافية في المنطقة واستعدادها لدفع اي ثمن مقابل ذلك. وقال الوفد الحكومي المفاوض في مباحثات أديس ابابا حول منطقة أبيي في مؤتمر صحافي إنه لا يمكن تنظيم استفتاءٍ في المنطقة بسبب استمرار الخلافات بين شريكي الحكم في السودان على تعريف الناخب، إضافة إلى خلافات أخرى اهمها عدم الاتفاق على تسمية رئيس مفوضية استفتاء ابيي. وقال الدرديري محمد احمد، عضو الوفد انه من المستحيل قيام الاستفتاء اذا لم يتم تجاوز الخلافات. يشار الى ان المدة المتبقية لقيام استفتاء ابيي وفق اتفاقية السلام الشامل وبروتوكول ابيي ثلاثة وثمانون يوما. وفي اول رد فعل على ما جاء في المؤتمر الصحافي للوفد الحكومي، اعلن رئيس ادارة ابيي، دينق اروب كوال ان ارجاء الاستفتاء حول هذه المنطقة غير مقبول وغير منطقي. واضاف في تصريح لراديو مرايا ان شعب ابيي يمكن ان يقيم استفتاء بمفرده اذا اصر المؤتمر الوطني على موقفه. من جانبها قللت قبيلة المسيرية من احتمالات دخولها في حرب في أبيي المتنازع عليها بين الشمال والجنوب، لكنها أكدت في الوقت نفسه انها لن تتنازل عن حقوقها التاريخية والجغرافية في المنطقة مهما كان الثمن، وقال رحمة عبد الرحمن النور رئيس وفد القبيلة لمفاوضات اديس ابابا في مؤتمر صحافي بالخرطوم إن قبيلته ارادت عبر التفاوض في اديس ابابا تثبيت حقوقها المشروعة التي ضاعت في اتفاقية السلام وفي قرار محكمة التحكيم الدولية في لاهاي. من جهة أخرى، قال حسين حمدي المنسق الفني للوفد إن المسيرية قدموا التزاماً أمام المبعوث الأمريكي اسكوت غرايشن بالصبر وعدم الاستجابة للاستفزازات والتعامل بذهنية مفتوحة ومرونة كاملة مقابل التزام الوسيط الأمريكي بالعدالة والحياد والواقعية، وأكد حمدي انهم شددوا اثناء المفاوضات على ان قضية أبيي لن تُحل بتجاوز قبيلة المسيرية. واعلن الوفد ان المفاوضات سوف تستأنف في أديس ابابا في نهاية الشهر الجاري. الى ذلك أعلن مسؤول عمليات حفظ السلام في الاممالمتحدة الان روي امس ان المنظمة الدولية ستنشر المزيد من الجنود في بعض المناطق الحساسة على الحدود بين شمال وجنوب السودان خلال الاسابيع المقبلة للحيلولة دون وقوع اعمال عنف محتملة مرتبطة بالاستفتاء. وكان مستشار رئيس الجمهورية السوداني، صلاح عبد الله قوش، قد نفى علمهم بتلك المقترحات، ورفض في مؤتمر صحافي امس بالخرطوم نشر قوات أممية على الحدود بين الشمال والجنوب واعتبرها مناقضة لاتفاقية السلام الشامل وللتفويض الممنوح لبعثة الاممالمتحدة في السودان.