إتهمت الحركة الشعبية لتحرير السودان جهات في الخرطوم بدعم قوات الفريق المنشق جورج أتور، وتزامن ذلك مع تظاهرة لآلاف الشبان الجنوبيين المطالبين بالانفصال، ومع تحذيرات جنوبية من أي تأخير للإستفتاء في الجنوب· وفي قضية دعم أتور، قال الأمين العام للشعبية باقان أموم أن الجيش الشعبي قام باحتجاز مروحية عند عودتها من مواقع المنشقين عن الحركة في طريقها إلى الخرطوم، وأنها كانت تحمل قيادات وصفها بالمتمردة، وقال أموم أن الشعبية قد أبلغت الأممالمتحدة بالتطور الذي وصفه ب ''الخطير''· وجاءت هذه الاتهامات وسط مسيرات شهدها جنوب السودان تطالب بالإستقلال· وكان القيادي في الشعبية والوزير برئاسة مجلس الوزراء السوداني لوكا بيونق، حذر من خطورة أي حديث عن تأجيل الاستفتاء· وطالب بيونق بضرورة تنظيم الاستفتاء في موعده وتمكين مفوضية الاستفتاء من القيام بدورها، مضيفا أنه لا توجد إشارة بالإتفاقية أو الدستور تربط الاستفتاء بترسيم الحدود· وبدأ شمال وجنوب السودان، الثلاثاء، محادثات طال تأجيلها بشأن كيفية اقتسام الثروة والسلطة وترسيم الحدود بينهما قبل خمسة أشهر من استفتاء على استقلال الجنوب· وينبغي لوفدي المؤتمر الوطني والشعبية أن يحسما القضايا الحساسة ومنها ترسيم الحدود، وتعريف المواطنة، واقتسام النفط ومياه النيل، سواء تمخض استفتاء التاسع من جانفي الثاني المقبل عن الانفصال أو الوحدة· ويتوج الاستفتاء اتفاق سلام أبرم عام 2005 وأنهى الحرب الأهلية بين الشمال والجنوب· وقال الأمين السياسي لحزب المؤتمر الوطني الحاكم بالشمال أن القضايا التي تعقب الاستفتاء حاسمة للغاية بالنسبة لتحديد ما إذا كان السودان سيبقى موحدا أو ستنشأ عنه دولة جديدة· وأضاف إبراهيم غندور أن عدم حسم هذه القضايا قبل الاستفتاء ''يعني أن الناس تبحث عن المشاكل''· وبدأت أربع لجان من الجانبين مناقشة قضايا فنية مثل ما هي المعاهدات الدولية التي سينضم إليها جنوب السودان؟ وما العملة التي سيستخدمها؟· ومن غير المتوقع أن تحسم هذه اللجان القضايا الكبرى مثل اقتسام النفط ومياه النيل والحدود، إذ يرجح أن تكون قرارات سياسية تناقش على مستوى أعلى· وقال رئيس اللجنة الدولية المكلفة بمراقبة تنفيذ اتفاق السلام ديريك بلمبلي ''العمل على المستوى السياسي لحل هذه القضايا العالقة دون مزيد من الإبطاء يكتسي بوضوح أهمية قصوى الآن''· ويتفق الجميع على أن الوقت ينفد خاصة أمام ترسيم الحدود، وهي مشكلة مماثلة لأخرى أطلقت شرارة صراع بين إريتريا وإثيوبيا المجاورتين لدى انفصالهما، وقال غندور أنه لن يكون ممكنا إجراء استفتاء دون ترسيم الحدود· وهناك فترة انتقالية مدتها ستة أشهر بعد الاستفتاء للسماح بتنفيذ نتيجة التصويت التي يعتقد محللون أنها ستكون الانفصال، ويعتقد أن أغلب ثروة السودان النفطية توجد على طول الحدود المتنازع عليها بين الشمال والجنوب ولا يزال ترسيمها عالقا منذ سنوات· وأرسلت لجنة تبحث الحدود القضية لتحل من قبل الرئاسة التي تضم الرئيس عمر حسن البشير وهو زعيم حزب المؤتمر الوطني، وسلفاكير ميارديت وهو زعيم الشعبية الحاكمة بالجنوب، وهو إلى جانب كونه رئيسا للجنوب هو أيضا نائب رئيس السودان· ويشوب تنفيذ اتفاق عام 2005 البطء، حيث يتناوش الجانبان بكل مرحلة تقريبا ويبذران بذور الشك والريبة، وهو ما قد يطيل أمد هذه المفاوضات النهائية·