كرر الرئيس الأمريكي باراك اوباما التزامه بإجراء استفتاء تقرير المصير في جنوب السودان بطريقة سلمية وطبقا لما هو متفق عليه محذرا من سقوط ''ملايين القتلى'' في حال فشلت العملية. وردا على سؤال من شبان امريكيين خلال منتدى بث مباشرة عبر شبكة ''ام تي في''، قال اوباما إن الملف السوداني يشكل ''أحد أولوياتنا''. واضاف ''انه شيء يتطلب انتباهنا لأنه في حال اندلعت حرب بين الشمال والجنوب في السودان فإن هذا لا يعني ان هناك امكانية لسقوط ملايين القتلى ولكن ايضا ان مشكلة دارفور ستصبح اكثر تعقيدا''. وأوضح ''يمكن أن تشعر الخرطوم، مقر حكومة شمال السودان، بمزيد من التهديد وان لا تسعى الى الاهتمام بأعمال العنف التي ستحصل في غرب السودان ودارفور''. وقال ايضا ''من المهم لنا منع هذه الحروب ليس فقط لأسباب انسانية ولكن ايضا لمصالحنا الخاصة لأنه في حال اندلعت حرب هناك فقد يؤدي هذا الأمر إلى زعزعة المنطقة وخلق المزيد من المجال للنشاطات الارهابية التي قد تتحول على المدى الطويل ضد بلدنا''. وكان رئيس جنوب السودان سالفا كير أبدى خشية من تحضير الشمال ''للحرب'' مع الجنوب حول الاستفتاء في التاسع من جانفي بحسب ما نقلت عنه الخميس السفيرة الامريكية لدى الاممالمتحدة سوزان رايس خلال اجتماع لمجلس الأمن. من جهته أعلن المعارض السوداني حسن الترابي أنه يرجح انفصال جنوب السودان بنتيجة الاستفتاء المقرر في مطلع العام المقبل. وقال الترابي الذي وصل الى الدوحة قبل أن يبدا جولة اوروبية تشمل عدة دول، في تصريحات للصحافيين ''التيار الغالب بدا يتجه نحو الاستقلال الذي يسمونه الانفصال وهذه هي القراءة الغالبة التي لن تتبدل''. لكن الترابي استبعد قيام حرب جديدة بين شمال وجنوب السودان، وقال ''لا اظن أن هناك قوة لدى الجيش السوداني للقتال بوجود عشرة آلاف جندي اممي غربي في الجنوب والحرب في هذه المرحلة تعني حرب العالم كله وليس الجنوب''. وأوضح الترابي ان ''جيش الجنوب نظامي ولا احسب الحكومة السودانية ستقاتله''، مضيفا ''ما تقوله الحكومة ودعوات الجهاد هو نوع من التهديد كي يصوتوا كما يشاؤون''. وحذر الترابي من ''تمزق'' السودان، وقال ''اخشى في السودان أن يحدث لنا ما حدث في الصومال بل اسوأ من ذلك، فالصومال شعب واحد وبلد واحد ودين واحد ولكننا أنواع''..