أعلنت الرئاسة الفرنسية أمس الأربعاء أن وزيري الخارجية والدفاع لوران فابيوس وجان إيف لودريان، احتفظا بمنصبيهما في حكومة رئيس الوزراء الجديد مانويل فالز، بينما عيّن أرنو مونتبور وزيراً للاقتصاد وميشال سابان وزيراً للمالية. وقال الأمين العام للإليزيه بيار رينيه ليماس إن فابيوس عيّن وزيراً للخارجية والتنمية الدولية ولودريان وزيراً للدفاع وهُما منصبان كان يشغلانهما في الحكومة السابقة، بينما كان مونتبور الذي ينتمي إلى الجناح اليساري في الحزب الاشتراكي وزيراً لإصلاح الإنتاج وسابان وزيرا للعمل في الحكومة السابقة. وعيّنت سيغولين روايال (59 عاماً) الصديقة السابقة للرئيس فرنسوا هولاند والمرشحة للانتخابات الرئاسية في 2007، وزيرة للبيئة والتنمية المستدامة والطاقة، وهي حقيبة تولتها في الماضي في 1992. وجاء إعلان التشكيلة بعد محادثات استمرت أكثر من ساعتين بين رئيس الوزراء المكلف والرئس هولاند الذي سيتوجه لاحقا الى بروكسل للمشاركة في قمة بين الاتحاد الأوروبي وإفريقيا. وكان هولاند أعلن مساء الاثنين عن الحكومة (سيكون فريقاً مصغراً) من أجل (إعطاء دفع) للاقتصاد وضمان (العدالة الاجتماعية) و(لمّ شمل) الفرنسيين بعد انتخابات بلدية حقق فيها اليمين فوزاً ساحقاً وشهدت اختراقاً لليمين المتطرف وهزيمة كبرى للاشتراكيين. وواجه رئيس الوزراء المكلف منذ مساء الثلاثاء مُعارضة على جبهتين مع رفض حزب أوروبا البيئة - الخضر الانضمام الى الحكومة وإبداء عدد من المقربين من الرئيس استياءهم حيال تكليف سياسي مصنّف الى يمين الحزب الاشتراكي. وكان فالز عرض على أنصار البيئة حكومة موسعة تضم البيئة والطاقة والمواصلات وقدم تعهدات بشأن الانتقال الى الطاقة النظيفة وإزالة المركزية ووعد بتبني أسلوب حكم يشركهم في (عملية صنع القرار). لكن بعد محادثات داخلية مطوّلة قرر حزب أوروبا البيئة - الخضر عدم المشاركة في حكومة فالس معتبرا أنه لا يحمل (الرد المناسب على مشاكل الفرنسيين). غير أن قرار البيئيين هذا لم يكن موضع إجماع حتى في صفوف مسؤوليهم ولا سيما البرلمانيين منهم. وقال دانيال كون بنديت أحد زعماء الخضر في البرلمان الأوروبي إن قادة اوروبا البيئة - الخضر يرتكبون (حماقة) برفضهم مقترحات رئيس الوزراء. وبعد تشكيل الحكومة سيترتب على رئيس الوزراء الجديد في أفريل إقناع أنصار البيئة بمنح ثقتهم للحكومة في ما يتعلق ب(ميثاق المسؤولية) القائم على خفض الأعباء عن الشركات لقاء توفيرها وظائف، في حين اعتبر العديد من قادتهم أنه (لا يمكن التصويت عليه) بصيغته. ومن الممكن إقناع أنصار البيئة بذلك في حال أرفق ب(ميثاق تضامن) وعد به الرئيس. ولا يملك الاشتراكيون سوى غالبية مطلقة ضئيلة في الجمعية الوطنية. ومن التحديات التي يواجهها فالز أيضا الفوز بتأييد الجناح اليساري من الحزب الاشتراكي الذي يوجه إليه انتقادات شديدة ومن المتوقع في هذا السياق إسناد وزارة هامة الى بونوا آمون الذي يتزعم أحد هذه التيارات.