في الوقت الذي تستعد فيه قوافل حجاجنا الميامين لمغادرة تراب الوطن نحو البقاع المقدسة خلال الأيام القليلة القادمة، فإن استعدادات كبيرة انطلق فيها قبل أيام عدة في المنازل التي تضم حاجا أو اثنين، حيث تقبل وفود المهنئين والمودعين من الأهل والأقارب والجيران، الحاملين معهم لكل عبارات التهنئة والمحبة والتمنيات بالحج المبرور والذنب المغفور والعودة الميمونة بإذن الله تعالى، ولمجموعة من الطلبات والتوصيات أيضا التي يحملها الحاج معه إلى بيت الله الحرام، سواء كانت طلبات مادية أو معنوية، يقتنيها الحاج من ماله الخاص لأهله ومقربيه، أو يشتريها بأموال من منحها إياه لجلب غرض لا يمكن إيجاده إلا بأم القرى، وهي كثيرة غير أن أبرزها يتمثل في ماء زمزم سيد المياه وأشرفها، وعجوة المدينة، والمسك والطيب، وبعض القطع من الملابس وما إلى ذلك. ويطلب الكثيرون بوجه خاص ماء زمزم بغرض التداوي والعلاج، وبصفة خاصة لمعالجة العقم وعدد من الأمراض الأخرى، فماء زمزم لما شرب له، ويعتقد الكثيرون ببركته وقدرته على شفائهم، وحل مشاكلهم الصحية أيا كان نوعها، كما أن عجوة المدنية بصفة خاصة تعرف طلبا كبيرا من طرف الجزائريين، خاصة بعد أن تناقل الكثيرون أخبارا عن فوائدها الجمة والكبيرة لاسيما في علاج مشكلة العقم أو تأخر الحمل سواء لدى النساء أو الرجال، كما أن الجزائريين بطبعهم يثقون في كل ما يأتي من البقاع المقدسة ومن تلك الأرض الطيبة المباركة ثقة عمياء، كما أنها تعالج أمراضا أخرى كثيرة مثلما يتناقله الكثيرون، وقد أوصى بها الرسول صلى الله عليه وسلم في حديثه الشريف الذي قال فيه "من تصبح ب 7 تمرات عجوة لا يضره في ذلك اليوم سم ولا سحر" ومن الأمراض التي تعالجها مرضى انسداد الشرايين، وفقر الدم والسكري وبعض الأمراض الباطنية والجلدية. من جهة أخرى فإن هنالك من الحجاج من يحمل معه إلى البقاع المقدسة طلبات من نوع آخر، لا تكلف مالا ولا جهدا، غير رفع اليدين والتضرع إلى الله عز وجل، والقيام ببعض الخطوات البسيطة، والتي تختلف آراء الكثيرين بشأنها، فمهنهم من يقول بعدم جوازها ومنهم من يقول بأنه لا ضير فيها مادام أن المراد منها هو خير وتبرك بالمكان لا غير، خاصة بالقرب من الكعبة المشرفة، وبيت الله الحرام، ويطلبها خاصة من يعانون من بعض الأمراض المستعصية أو من تأخر الزواج أو تأخر الحمل، وفي هذا الشأن تقول سيدة من العاصمة أنها تعرف الكثيرين ممن ينصحون السيدات اللواتي تأخر حملهن بأن يوصين من يعرف من الحجاج المتجهين إلى بيت الله الحرام، وخاصة من الحاجات أن يقمن بربطهن بحزام من خصورهن وأخذه مربوطا معهن إلى مكة، وفتحه أثناء الطواف بالكعبة المشرفة، فتحل عقدتهن ويفك رباطهن بإذن الله تعالى، إلى جانب رفع اليدين بالتضرع والابتهال إلى الله إلى ذلك المكان المبارك لأجل تلبية رغبتهن ومساعدتهن.