تنسيقية لجان مساندة بوتفليقة تستنكر بقوة ألقت الأحداث المؤسفة والاعتداءات الخطيرة التي كانت بجاية مسرحا لها أوّل أمس بظلالها على الحملة الانتخابية، ويمكن القول إنها طغت على تجمّعات العديد من المترشّحين أمس الأحد، بينما نجح ممثّل المترشّح بوتفليقة السيّد سلال في تجاوزها بتنظيم تجمّع ناجح في تيزي وزو، في الوقت الذي تواصلت فيه عملية استنكار ما حدث في بجاية. استنكرت التنسيقية الوطنية للجمعيات المساندة للبرنامج رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة بقوة الاعتداءات على الصحفيين والمواطنين في أحداث عنف التي يندى له الجبين، على حدّ تعبير بيان التنسيقية، مؤكّدة أن هذه الأحداث بعيدة كلّ البعد عن الديمقراطية الحقّة التي يناشدها الجميع. وقالت التنسيقية الوطنية إن هذه التصرّفات تبقى غير لائقة، حيث تمّ على إثرها إلغاء التجمّع الشعبي لصالح المترشّح الحرّ عبد العزيز بوتفليقة في المركز الثقافي (الطاوس عميروش)، مؤكّدة أن هذه الاعتداءات العنيفة على الصحفيين لا يمكن السكوت على مرتكبيها، وقالت في البيان ذاته إن مثل هذه التصرّفات لن تثني عزيمة مساندي ومحبّي المترشّح الحرّ عبد العزيز بوتفليقة في هذه الولاية المجاهدة والمواطنين الذين قدموا لحضور المهرجان الشعبي الذي تمّت عرقلته بهذه الاعتداءات. كما ندّدت التنسيقية وشجّبت هذه الأفعال التي وصفتها بالمهينة، خاصّة وأن الاعتداء طال الأشخاص وممتلكاتهم، كما أصاب قمع حرّية التعبير وهذا لا يمتّ بصلة إلى شيم وقيم المجتمع الجزائري ككل. حنّون: "ما حدث انحراف خطير" وصفت الأمينة العامّة لحزب العمال والمترشّحة لرئاسيات 17 أفريل السيّدة لويزة حنّون يوم السبت بوهران منع تنظيم تجمّع لمدير حملة المترشّح عبد العزيز بوتفليقة السيّد عبد المالك سلال بولاية بجاية من قبل مئات المتظاهرين ب (الانحراف الخطير وغير المقبول). وفي تصريح للصحافة عقب التجمّع الذي نظّمته في إطار الحملة الانتخابية صرّحت حنّون قائلة: (لقد تأثّرت كثيرا بالمعلومات التي بلغتني واتّصلت لتوّي مع مسؤولي حزب العمال لمعرفة التفاصيل)، مضيفة أن هذه الأحداث تشكّل (انحرافا خطيرا وغير مقبول وهو لا يمتّ بصلة إلى سكّان الولاية الذين يتّسمون بتمسّكهم بالديمقراطية)، وأضافت قائلة (إن نظام الحزب الواحد هو الذي حرم الشعب من حرّية التعبير ويجب التذكير بأن لكلّ أحد الحرّية في التعبير عن رأيه مع احترام الرّأي الآخر وبعيدا عن الانزلاقات)، وقالت أيضا: (لا يمكننا اللّجوء باسم الديمقراطية والمعارضة إلى ممارسات أخطر من تلك التي ميّزت حقبة الحزب الواحد). وفي هذا الإطار أدانت الأمينة العامّة لحزب العمال (الاعتداء على الصحفيين المكلّفين بتغطية تجمّع السيّد سلال)، معتبرة أنهم (أمام تحدّ تاريخي). للتذكير، تمّ اليوم السبت إلغاء التجمّع الذي كان من المقرّر أن ينشّطه عبد المالك سلال مدير حملة المترشّح الحرّ لرئاسيات 17 أفريل عبد العزيز بوتفليقة ببجاية بعد تطويق القاعة المقرّرة لاحتضان التجمّع من طرف مئات المتظاهرين واقتحامها، حسب ما لاحظته صحفية (وأج) في عين المكان. وقد قام هؤلاء المتظاهرون في البداية بالتجمّع على مقربة من قاعة دار الثقافة (الطاوس عمروش) لمدينة بجاية مردّدين شعارات مناوئة للعهدة الرّابعة للمترشّح بوتفليقة، قبل أن يقتحم البعض منهم هذه القاعة بالقوة. كما قام هؤلاء المتظاهرون بمهاجمة حافلة كانت تقلّ الصحفيين الذين جاءوا لتغطية هذا التجمّع الذي كان من المقرّر أن ينشّطه السيّد سلال، حيث حطّموا كاميرا للفريق الصحفي التابع للتلفزيون الجزائري وتهجّموا على الطاقم الصحفي لقناة (النّهار). وأصيب عدد من أعوان الأمن الوطني بجروح عندما حاولوا منع المتظاهرين من اقتحام القاعة المخصّصة لتنشيط هذا التجمّع. وتمّ إثر ذلك نشر قوات مكافحة الشغب التابعة للأمن الوطني من أجل تفريق المتظاهرين والتحكّم في الوضع. وقد تمّ نقل صحفيين وفرقهم التقنية المكلّفين بتغطية الحدث على متن سيّارة تابعة للأمن الوطن إلى مطار بجاية عبان رمضان. بن فليس يتأسّف أعرب المرشّح الحرّ لرئاسيات 2014 علي بن فليس عن تأسّفه من الظروف التي مرّت فيها الحملة الانتخابية، حيث وصفها ب (المضطربة) لما عرفته من اتّهامات بين المرشّحين لا أساس لها ومن أعمال عنف تعرّض لها ممثّلو وسائل الإعلام، داعيا إلى احترام حرّية التعبير في جميع الأحوال التي سيجعل منها حجر الزواية في مشروعه الخاص بالتجديد الوطني. أكّد بن فليس من باتنة، حسب بيان تلقّت (أخبار اليوم) نسخة منه، أن الحملة الانتخابية لم تتمّ في جو هادئ، وأن واجب الحقيقة هو ما يملي عليه أن يقول إنه (لا شيء وضع كي تتمّ في جو آمن، كما يجب أن نضع في الحسبان عدم الرمي باتّهامات لا أساس منها وأقوال غير مسؤولة تشكّل أساسا هروبا إلى الأمام). وفي تعقيبه على الأحداث التي شهدتها أوّل أمس مدينة بجاية دعا بن فليس إلى احترام حرّية التعبير في جميع الأحوال والظروف، موضّحا أن هذه القيمة تشكّل (حجر الزاوية) لمشروع التجديد الوطني الذي يقترحه، حيث أكّد أن بعض ممثّلي وسائل الإعلام تعرّضوا لأعمال عنف عرقلت حسن أدائهم لمهمّته. وأعرب بن فليس عن أمله في أن يفضي التنافس الانتخابي إلى تغليب نقاش الأفكار ومواجهة البرامج بعضها ببعض حتى يتمكّن الشعب من اختيار المشروع الذي يراه كفيلا بالاستجابة لطموحاته بكلّ حرّية وفي كنف الهدوء، كما أكّد أنه امتنع عن الردّ على الاتّهامات الخطيرة غير المؤسسة التي طالته من قِبل بعض الوسائل الإعلامية وفضّل مواجهتها باعتماده لمسعى بناء وحرصه الدائم على أن يكون قوة اقتراح بالسهر على أن لا يتمّ استدراجه إلى مساوئ الجدل العقيم.