بمبادرة من مثقّفين وأدباء وبحضور من كلّ حدب وصوب توافدوا، فرادى وجماعات، لا جامع بينهم في تسابقهم إلاّ سلطة الشعر وسلطة المحبّة، وفي عين الخضراء بولاية المسيلة كان اللّقاء، في مكتبة البلدية التي غصّت بجمهورها، وفي قاعة كان عدد الواقفين فيها يكاد يساوي عدد الجالسين على الكراسي، حدث خلال هذا الأسبوع تكريما خاصّا للشاعر والإعلامي عيّاش يحياوي ابن مدينة عين الخضراء والمقيم في الإمارات العربية المتّحدة، في فصل من فصول عودة الشعراء إلى مسقط رأسهم، حيث كان الحضور يتكلّمون لغة المحبّة والوفاء لكلّ ما هو خيّر وجميل، حضروا كلّهم، صفّقوا بحرارة كلّهم وأنصتوا بصدق كلّهم احتفاء بابن عين الخضراء وابن الجزائر الشاعر والكاتب والإعلامي عيّاش يحياوي. لعلّ الشاعر عيّاش قد عاش لحظات أشبه بالحلم وهو يعانق صدق المحيطين به شيوخا وكهولا وسيّدات وشبابا وأطفالا غصّت بهم مكتبة البلدية في البهو وفي قاعة النشاط، وهو يلامس محبّة الأصدقاء الوافدين من كلّ ربوع الولاية ومن خارجها، فقط احتراما للإنسان وللشاعر يحياوي. وكم كان الشاعر عيّاش يحياوي إنسانا صادقا صافيا بريئا وهو يمتزج بالطفل فيه ليتحدّث عن (الأقبش) وعن الحنين والحبّ والأماكن، كم شعر الحضور بدموعه وقد تحجّرت خلف مقلتيه بعد غياب دام 16 سنة عن عين الخضراء وعن الجزائر، هي مبادرة قام بها كلّ من الشاعر رابح ظريف والأستاذ حمدي بركاتي للجمع بين شاعر تغرّب عن وطنه جسدا ويعيشه روحا وشعرا وخيالا في صور أدبية كتبها ورسمها من خلال (الأقبش). وللإشارة، فإن عيّاش يحياوي من مواليد 1957 بعين الخضراء بولاية المسيلة، درس وتخرّج من المعهد العالي لتكوين الأساتذة ببوزريعة، اشتغل صحفيا من 1984 إلى سنة 1998 في صحفنا الوطنية: (الشعب)، (المساء) و(الشروق)، لينتقل سنة 1999 إلى الخليج العربي كمحرّر في صحيفة الخليج، ثمّ رئيس قسمها الثقافي فمساعد مدير التحرير إلى غاية ديسمبر 2007، ليتولّى بعدها مهام كبير الباحثين في هيئة أبو ظبي للثقافة والتراث بدولة الإمارات العربية المتّحدة، له تأمّل في وجه الثورة، 1982، عاشق الأرض والسنبلة، 1986، إنشطارات الذي عاش سهوا، 2000، ما يراه القلب الحافي في زمن الأحذية، 2000، قمر الشاي، 2008، تباريح بدوي متجول، 2010، ثلاثة أجزاء من سيرة الأقبش الذاتية، نهاية 2012.