عاد التوتر ليفرض نفسه من جديد على الساحة اليمنية مع تصاعد أعمال العنف والمواجهات في جنوب البلاد بين قوات الجيش وعناصر مسلحة تابعة لتنظيم القاعدة. فقد قتل 4 جنود في كمين نصبه مسلحون لقائد اللواء العسكري "111" قرب مديرية مودية، وأصيب مدير جهاز الأمن السياسي "المخابرات" في مديرية أحور بمحافظة أبين في حادث تفجير سيارته بمدينة زنجبار، في الوقت الذي شن الطيران اليمني غارتين جويتين على مناطق في أبين، وتبادل مسلحون إطلاق النار مع قوات عسكرية وأمنية في المحافظة ذاتها. وكان مصدر بوزارة الدفاع اليمنية أكد "بأن دورية عسكرية اشتبكت مع عناصر إرهابية بمنطقة قرب مديرية مودية بابين كانت تحاول استهدافها، وأدت الاشتباكات إلى مقتل عدد منهم وجرح آخرين وتقوم الأجهزة الأمنية حالياً بتعقب العناصر التي فرت إلى بعض المناطق الجبلية في المنطقة". ونفى المصدر ما أسماها بالمزاعم التي نشرتها بعض وسائل الإعلام حول تدمير دبابتين وإعطاب بعض الآليات وقال أنها مزاعم كاذبة لا أساس لها من الصحة". وأكدت مصادر محلية بمحافظة أبين تعرض قافلة عسكرية قبل ظهر السبت لهجوم مسلح يعتقد أن يكون القاعدة وراءه، بمنطقة العين الواقعة بين مديريتي مودية ولودر، أسفر عن مقتل أربعة جنود وجرح آخرين وإعطاب دبابتين وإحراق دوريات عسكرية. كما اعتقلت أجهزة الأمن اليمنية في مطار صنعاء الدولي، مشتبها فيه قالت إنه متهم بتمويل تنظيم القاعدة في اليمن يدعى صالح الريمي، ويبلغ من العمر 33 عاما وقالت إنه مغترب ويقيم "بصورة دائمة"، في السعودية التي كان قادما منها. وحسب الداخلية اليمنية فإن اسم المتهم "كان مدرجا في القائمة السوداء باعتباره مطلوبا أمنيا بتهمة تمويل تنظيم القاعدة في اليمن". وكانت السلطات اليمنية اعتقلت، قبل عدة سنوات، أبو حمدي الأهدل، الذي كان يوصف بأنه المسؤول المالي لتنظيم القاعدة في اليمن. كما أعلنت الداخلية اليمنية قائمة بأسماء ثمانية من العناصر الإرهابية المطلوبة للجهات الأمنية تنتمي لتنظيم القاعدة، ورصدت مكافأة مالية قدرها 20 مليون ريال، ما يقارب "100 ألف دولار" لمن يدلي بأية معلومات عن أي شخص من ثمانية عناصر إرهابية متطرفة نشرت اسماءها. وقال مصدر بوزارة الداخلية اليمنية إن تلك العناصر الشابة قد تم التغرير بهم من قبل عناصر إرهابية متطرفة في تنظيم القاعدة مهووسة بالقتل والتدمير وإقلاق السكينة العامة في المجتمع، وتقوم بحشو عقول هؤلاء الشباب الصغار بأفكار ظلامية ضالة ومنحرفة وتدفع بهم إلى إلقاء أنفسهم إلى التهلكة. ونقل الموقع الإخباري لوكالة الأنباء اليمنية سبأ عن المصدر قوله: نهيب بالإخوة المواطنين التعاون مع الأجهزة الأمنية والإدلاء بأية معلومات إلى أقرب قسم شرطة أو مركز أمني لما من شأنه تمكين الأجهزة الأمنية من إلقاء القبض على أي من هذه العناصر الخطرة، والتي تسعى إلى الإضرار بمصالح الوطن والمواطنين وزعزعة الأمن والاستقرار وإقلاق السكينة العامة للمجتمع. وحذر المصدر من التستر على أي شخص من هذه العناصر وغيرها من العناصر الإرهابية؛ لأن ذلك سيعرض من يقومون بذلك للمساءلة القانونية. على صعيد المواجهات المسلحة بين عناصر تنظيم القاعدة والقوات الحكومية في جنوب البلاد تتصاعد المواجهات المسلحة بين الطرفين إثر توافد مجاميع مسلحة من التنظيم لفك الحصار المفروض على زملائهم في محافظة أبين منذ الخميس الماضي.