قالت السلطات اليمنية إن مجموعة مسلحة جنوبي البلاد هاجمت عناصر من الجيش مما أدى إلى إصابة جنديين, في حين تجددت الاشتباكات بين قوى الأمن والأهالي بمحافظة لحج وسط دعوات معارضين بالجنوب للانفصال. وأوضحت وزارة الدفاع أن "عناصر الدعوات الانفصالية الخارجة على الدستور والقانون قامت بمهاجمة أفراد الجيش الموجودين في منطقة الأحمرين مديرية حالمين بمحافظة لحج لحماية الطريق العام من الأعمال التخريبية". وأفادت أن المجموعات المسلحة أطلقت النار بشكل متقطع على أفراد اللواء 35 مدرع الموجود بالمنطقة, مما أدى إلى إصابة اثنين من عناصره. كما اتهمت الوزارة عضو البرلمان ناصر الخبجي بأن عناصر مسلحة تابعة له أطلقت النار على النقطة الأمنية الواقعى على بعد كيلومتر من مدينة الضالع، دون وقوع إصابات. وفي وقت سابق أصيب ثلاثة أشخاص بينهم جندي بجروح إثر تجدد الاشتباكات بين قوى الأمن والأهالي بمنطقة ردفان بلحج. وعاد التوتر مجددا للمنطقة عقب فشل اتفاق بين السلطات وأهالي المنطقة. وكانت السلطات اعتقلت الثلاثاء الماضي 25 شخصا بمحافظة حضرموت جنوبي شرقي البلاد على خلفية أعمال تخريب شهدتها مدينة المكلا بنفس اليوم. وتشهد المحافظات الجنوبية مظاهرات بشكل شبه يومي منذ مارس 2006 بدأت بالمطالبة بإصلاح الأوضاع بتلك المحافظات عقب حرب وقعت صيف 1994 بين شريكي الوحدة اليمنية, لتنتهي بالمطالبة بالانفصال. في غضون ذلك أعلنت وزارة الدفاع تشكيل هيئات شعبية ووطنية للدفاع عن الوحدة بين الشمال والجنوب، في ظل تزايد المخاوف من انفراط عقدها بعد زيادة حدة الاحتجاجات بالجنوب. وذكرت الوزارة أنها بدأت في تشكيل تلك الهيئات "لتناط بها مهمة التصدي لأية أعمال أو دعوات تمس بالوحدة والثوابت الوطنية". وكانت صنعاء أعلنت قبل أيام أنها تقدمت بطلب للسلطات السعودية وسلطنة عمان "بتسليم عدد من العناصر اليمنية المطلوبة المقيمة في البلدين والتي تستغل وجودها هناك وتمارس أعمالاً عدائية ضد اليمن". وفي حين لم تشر وزارة الدفاع إلى العناصر المطلوبة بالاسم، فإن أبرز شخصية مقيمة بالسعودية هي رئيس وزراء أول حكومة وحدة يمنية عام 1990 حيدر أبو بكر العطاس، وفي السلطنة الرئيس اليمني الجنوبي السابق علي سالم البيض. ويشدد الرئيس علي عبد الله صالح على أن مطلب الانفصال هو أبعد من عين الشمس، رغم تأكيده أن أي اختلالات شهدتها تلك المحافظات من نهب المال العام أو الفساد يمكن معالجتها بطرق سلمية. وبنفس السياق نفى رئيس الكتلة البرلمانية للحزب الاشتراكي المعارض عيدروس النقيب، أن يكون ما جرى جنوب البلاد عصيانا مسلحا. أما المعارض البارز حسن باعوم فقال إنهم في "الحراك الجنوبي" لا يعترفون بالوحدة اليمنية، واعتبر في حوار مع الجزيرة نت أن جنوب اليمن يرزح تحت ما أسماه "الاحتلال" من قبل نظام الجمهورية العربية اليمنية. وأضاف أنهم يناضلون "نضالا سلميا لاستعادة دولة الجنوب". ولكنه لم يستبعد اللجوء إلى السلاح إذا فرض عليهم ذلك، وطالب كل أبناء الجنوب في الداخل والخارج بتبني قضية وطنهم ونضال شعبهم. وكان اليمن قد توحد سلميا في ماي 1990 إثر سلسلة من الحروب بين شطري البلاد. ولكن الوحدة تعرضت لانتكاسة إثر خلاف بين صانعي الوحدة الرئيس صالح ونائبه البيض عن الجنوب، انتهت بحرب صيف 1994 تمكن خلالها صالح من الاستمرار بمقاليد الحكم بينما طلب البيض اللجوء السياسي بسلطنة عمان.