تعرف شوارع ولاية بومرداس هذه الأيام ارتفاعا مذهلا في عدد المتسولين الذين كثيرا ما يغتنمون مثل هذه المناسبات من أجل تضخيم مداخيلهم حيث نجد المعادلة نفسها لدى جميع فئات المجتمع الجزائري كلما حل هذا الشهر الفضيل سواء صناعيا أو تاجرا وحتى متسولا فالرهان واحد بالنسبة لهم وهو كيفية الحصول على أكبر قدر من الربح في ظرف 30 يوما. وحيثما تدير وجهك في مختلف أحياء مدينة بومرداس تجد متسولا وإذا كانت مصالح النشاط الاجتماعي للولاية قد أحصت منذ مدة قليلة عددهم ب 80 متسولا إلا أنه يبدو أن العدد قد تضاعف عشية شهر رمضان وأماكن انتشارهم نفسه أمام الأسواق، المساجد ومراكز البريد والبنوك وعلى حواف الطرقات المقابِلة للمحلات. وقد كشف المصدر ذاته أن أغلب المتسولين نسوة امتهنَّ هذه الحرفة لعدة أسباب تأتي في مقدمتها الطلاق، وفاة الزوج إذا كان هو المعيل الوحيد للعائلة وكذا قلة الموارد المالية مقابل واقع معيشي باهظ. وفي جولتنا عبر مختلف شوارع المدينة يظهر أن أغلب المتسولين ينحدرون من مناطق مختلفة من الولاية وهناك من قدمت من خارجها امتهنت حرفة التسول منذ زمان كوسيلة لمواجهة الأوضاع السيئة التي تعيشها العائلات. والمتجوِّل في مدينة بومرداس يكتشف أن المتسولين أصبحوا يبدعون في ابتكار فنيات وتقنيات جديدة في التسول ويستعملون كل الطرق والوسائل بهدف التأثير على نفوس المارين لدفعهم إلى تقديم قطعة نقدية، فمعظمهم يستخدمون عبارات دينية تدعو للمارة بصيام مقبول وشهر كريم وعبارات أخرى تدعو لهم بالخير والرحمة، فيما يردد البعض الأخر عبارات تثير الشفقة يصفون بها وضعهم الاجتماعي.. ويعتمد بعض المتسولين على وضع وصفات طبية وعلب أدوية أمامهم ونساء يحملن معهن أطفال حديثي الولادة. والغريب في الأمر أن معظم هؤلاء الأطفال يبكون طوال النهار ويظهرون بلباس مزري وحالة مؤسفة وأكثر من ذلك فالمتسولات لا يبالين بهم ما جعل الكثير من المواطنين يفهمون ذلك البكاء حتى يتمكن المتسولون من جلب انتباه الناس. إلى جانب ذلك يفضل بعض المتسولين إظهار عاهات وإعاقات جسدية ليقنعوا المارة وليتحججوا على أسباب التسول. الكثير من المواطنين أصبحوا يرفضون ولا يتقبلون هذه الظاهرة التي فاقت كل الحدود والبعض منهم يتفهمون الوضع، حيث أصبح من الصعب التمييز بين المتسول المحتاج والمتسول المحتال فالبعض من المواطنين يرون أن هناك بعض المتسولين هم حقا بحاجة ماسة إلى صدقة ومساعدات نظرا لظروفهم.. أما الآخرون فقد أضحى التسول عندهم عادة وفقط باستعمال تقنيات معروفة للخداع والاحتيال.