يشتكي العديد من المواطنين على مستوى الأحياء الشعبية كباب الوادي وساحة الشهداء، والحراش والمدنية والعديد من الأحياء الأخرى في أنحاء متفرقة من العاصمة، من كثرة الاعتداءات التي يتعرضون لها في الآونة الأخيرة، من طرف شبان منحرفين يسلطون عليهم كلابهم المدربة من أجل إخافتهم وأخذ أموالهم وأشيائهم الثمينة دون مقاومة منهم. تعرف منطقة (فورد لو) ببلدية برج الكيفان انتشار الكلاب المتوحشة وما يزيد الموقف خطرا أن هذه الكلاب تنتشر في الطرقات العمومية، مما يصنف منطقة برج الكيفان كمنطقة حمراء محفوفة بالمخاطر، والخطر من جهة أخرى يتربص بالأفراد من كل مكان، وهذاما يضع حياة المواطنين في خطر محدق بهم في كل وقت! هذه الكلاب المدربة كبيرة الحجم في الغالب، هي ملك لشباب في مقتبل العمر، أغلبهم يستعين بها لأغراض خاصة، فالبعض منهم يدعي أنها موضة وهواية متداولة بين الشباب والمراهقين كباقي الهوايات، إلا أن الكثير منهم يخبئون نوايا سيئة ودنيئة وهي استعمالها من أجل الاعتداء على المواطنين بغية السرقة وربما أكثر.. بات الكثير من المواطنين في الكثير من الأحياء الشعبية خلال هذه الأيام، عرضة لازدياد الاعتداءات عليهم من طرف عصابات منحرفة لا تحترم حرمة العائلات، بل تكثف نشاطها في أماكن تجمعهم، فما بين حالة أو حالتي اعتداء يوميا عبر شارع واحد فقط في هذه المناطق، حيث يتمركز هؤلاء في الأماكن الخالية من المارة، وينشطون بكثرة خلال ساعات الصباح الأولى وآخر النهار، مستغلين خلاء الشوارع ونقص الأمن، فكلها عوامل تسهل من عملية الاعتداء من طرف العصابات التي تستعين في عمليتها بالكلاب المدربة، بالإضافة إلى الأسلحة البيضاء، فلا يستطيع ذلك المواطن الضعيف الذي تكالبت عليه كل القوى أن يقاوم ولا حتى له القدرة على الصراخ وطلب النجدة من بعض المواطنين الذين لا يستطيعون هم بدورهم مساعدتهم، فالخوف الشديد من التعرض لهجوم هذه الكلاب يدفعهم للهروب دون النظر إلى من يستنجد هم. و قد تعرضت في الأيام القليلة الماضية سيدة في الأربعين إلى هجوم في حي باب الوادي من طرف إحدى هذه العصابات التي استعملت لإرهابها كلبا مدربا للهجوم والاعتداء، فلم تملك وسيلة إلا الصراخ لطلب النجدة لكن لا حياة لمن تنادي، وخوفا من الكلب الذي كاد ينهش يدها قامت برمي حقيبة يدها لهم مع منحهم خاتم زواجها، ثم قامت بعدها العصابة التي تتكون من شبان ومراهقين بالمشي بهدوء تام بين الجموع في باب الوادي دون الخوف من أن يلحقهم أحد أو أن تأتي الشرطة للإمساك بهم، أما المرأة فمسحت دموعها ورتبت ملابسها وعادت إلى بيتها لإعداد الغذاء وهي تقسم ألا تمر أبدا بحي باب الوادي. وللإشارة فإن ظاهرة الاعتداء بالكلاب انتشرت بشكل كبير خلال السنوات الثلاث الأخيرة، فلم تعد طرقات الشوارع الشعبية آمنة بظهور هؤلاء، ولقد أصبح الكل يعرفهم من خلال كلابهم التي تتبعهم كظلهم .. وهم ينشطون كذلك في الأسواق الشعبية وذلك لضرب ضربتهم خاصة بين جموع النساء التي تملأ هذه الأمكنة خاصة في نهاية الأسبوع، ولا تخلو معظم المناطق من هذه الاعتداءات بل تزداد بشكل مكثف علنا في النهار لهذا تطالب العائلات الساكنة في هذه الأحياء مصالح الأمن بإجراء عملية تطهير لمناطقهم من هذه العصابات التي استفحل خطرها بشكل كبير ولم يعد بإمكانهم مقاومتها، بعد أن انتشرت عبر مختلف الشوارع العامة والمركزية.