يشتكي العديد من المواطنين على مستوى الأحياء الشعبية كباب الوادي وساحة الشهداء وباب عزون من كثرة الاعتداءات التي يتعرضون لها، خاصة خلال الفترة الأخيرة من طرف شبان منحرفين يسلطون عليهم كلابهم المدربة من أجل إخافتهم وأخذ أموالهم وأغراضهم الثمينة دون مقاومة منهم. يتعرض الكثير من المواطنين في الكثير من الأحياء الشعبية خلال هذه الأيام لازدياد الاعتداءات عليهم من طرف عصابات منحرفة لا تحترم حرمة العائلات، بل تكثف نشاطها بشكل كبير خاصة في الأماكن المخصصة للعائلات والتي تكثر فيها الحركة كالأسواق، وذلك بسبب أن هذه الجماعات تستغل غفلة المواطن وانشغاله بشراء احتياجات كثيرة. وفي الغالب يكون المواطنون غير حذرين في الأسواق، بالإضافة إلى حالة الإعياء التي تنتاب بعض المواطنين خاصة في فصل الصيف، فكلها عوامل تسهل من عملية الاعتداء من طرف تلك العصابات التي تستعين في عملياتها بالكلاب المدربة، بالإضافة إلى الأسلحة البيضاء، فلا يستطيع ذلك المواطن الضعيف الذي تكالبت عليه كل القوى أن يقاوم ولا حتى له القدرة على الصراخ وطلب النجدة من بعض المواطنين الذين لا يستطيعون هم بدورهم مساعدتهم، فالخوف الشديد من التعرض لهجوم هذه الكلاب يدفعهم للهروب دون النظر إلى من يستنجد بهم. وقد تعرضت في الأيام القليلة الماضية سيدة في الأربعين إلى هجوم في حي باب الوادي من طرف إحدى هذه العصابات التي استعملت لإرهابها كلبا مدربا للهجوم والاعتداء، فلم تملك وسيلة إلا الصراخ لطلب النجدة لكن لا حياة لمن تنادي، وخوفا من الكلب الذي كاد ينهش يدها قامت برمي حقيبة يدها لهم مع منحهم خاتم زواجها، ثم قامت بعدها العصابة التي تتكون من شبان ومراهقين بالمشي بهدوء تام بين الجموع في باب الوادي دون الخوف من أن يلحقهم أحد أو أن تأتي الشرطة للإمساك بهم، أما المرأة فمسحت دموعها ورتبت ملابسها وعادت إلى بيتها لإعداد طعام أطفالها، وهي تقسم ألا تمر أبدا بحي باب الوادي. وللإشارة فإن ظاهرة الاعتداء بالكلاب انتشرت بشكل كبير خلال السنوات الثلاث الأخيرة، فلم تعد طرقات الشوارع الشعبية آمنة بظهور هؤلاء، ولقد أصبح الكل يعرفهم من خلال كلابهم التي تتبعهم كظلهم. وهم ينشطون كذلك في الأسواق الشعبية وذلك لضرب ضربتهم خاصة بين النساء اللواتي يملأن تلك الأمكنة على طول العام وبالأخص خلال عطلة نهاية الأسبوع، ولا تخلو نهاية كل مساء من هذه الاعتداءات بل تزداد بشكل مكثف، وتستغل في ذلك قصر النهار وغروب الشمس في وقت مبكر فتتربص العصابات المنحرفة بالطلبة والموظفين البسطاء في ساعات عودتهم إلى منازلهم، ويساعدها في ذلك الظلام الدامس في الأزقة خاصة في الساعات الأخيرة من الليل. لهذا تطالب أغلب العائلات الساكنة في هذه الأحياء مصالح الأمن بإجراء عملية تطهير لمناطقهم من هذه العصابات التي استفحل خطرها بشكل كبير ولم يعد بإمكانهم مقاومتها، بعد أن انتشرت عبر مختلف الشوارع العامة والمركزية.