أصرّت بعض وسائل الإعلام، بينها صحف وطنية خاصّة، على تضخيم عدد شهداء اعتداء تيزي وزو الذي وقع سهرة السبت وخلّف استشهاد 11 جنديا، حيث زعمت بعض الصحف سقوط 14 شهيدا وقالت أخرى إن العدد وصل إلى 16 شهيدا، بينما لم تتردّد بعض الأقلام وبطريقة مثيرة للتعجّب في التحامل على الجيش الوطني الشعبي، في سابقة خطيرة. فاجأت بعض الصحف الخاصّة قرّاءها أمس الاثنين بمقالات تتحدّث فيها عن أرقام أكبر من تلك التي قدّمتها وزارة الدفاع الوطني عن عدد شهداء اعتداء تيزي وزو الهمجي، وذلك في تحدّ واضح للمؤسسة العسكرية التي سبق لها التحذير من مغبّة الاعتماد على مصادر أخرى غيرها في استقاء المعلومات بهذا الشأن. وزارة الدفاع الوطني أكّدت، مرّة أخرى أمس، أن عدد ضحايا الاعتداء الإرهابي الذي تعرّضت له مفرزة للجيش الوطني الشعبي ليلة السبت الماضي بولاية تيزي وزو من قِبل مجموعة إرهابية بلغ 11 شهيدا و5 جرحى. وجاء في توضيح للوزارة أصدرته أمس الاثنين، تلقّت (أخبار اليوم) نسخة منه: (إن وزارة الدفاع الوطني تؤكّد مرّة أخرى أن عدد الضحايا هو أحد عشر شهيدا وخمسة جرحى). وأضاف نفس المصدر قائلا: (إن المقام هنا لا يسمح بالتلاعب بالأرقام، وأن عدم الدقّة في نقل الأخبار الأمنية والتسرّع في تداول معلومات حسّاسة استنادا إلى مصادرة غير رسمية يخدم أهداف هذه العملية الإجرامية في محاولة يائسة من المجموعات الإرهابية لتغطية الضربات الحاسمة التي تلقّتها في الميدان). وذكر المصدر ذاته أنه (على إثر العملية الإرهابية التي وقعت قرب بلدية أبودرارن بتيزي وزرز قدّمت وزارة الدفاع الوطني بيانا رسميا أعلنت فيه عدد الشهداء والجرحى ونبّهت إلى ضرورة توخّي الدقّة والحذر في التعامل مع مثل هذه الأخبار وعدم الوقوع في فخّ الأهداف الإرهابية على الصعيد الإعلامي، إلاّ أن بعض وسائل الإعلام أصرّت على تضخيم عدد الشهداء والجرحى مستندة في ذلك إلى مصادر أمنية مفترضة أو مراسلين محلّيين). وفي الأخير جدّدت الوزارة تأكيد الجيش الوطني الشعبي مرّة أخرى (إصراره وعزمه على ملاحقة فلول هذه الجماعات حتى القضاء عليها نهائيا). للإشارة، فقد دعت وزارة الدفاع الوطني يوم الأحد (وسائل الإعلام الوطنية إلى ضرورة التحقّق والتأكّد من المعلومات، لا سيّما المتعلّقة بالأخبار الأمنية من المصادر الرّسمية وعدم الوقوع في فخّ التهويل أو التغليط). ومن جانب آخر، تمكّن أفراد الجيش الوطني الشعبي خلال الثلاثي الأوّل لسنة 2014 من القضاء على 37 إرهابيا واسترجاع كمّيات معتبرة من الأسلحة، منها الحربية، حسب ما أفاد به بيان آخر لوزارة الدفاع الوطني. وقد جاء الاعتداء الدموي الذي أدّى إلى استشهاد 11 جنديا بتيزي وزو سهرة السبت ليشير إلى تخبّط الدمويين ومواصلة اعتمادهم على أساليب الغدر، بعد أن رفع الجيش سيف الحجّاج في وجوههم ولا ينوي إرجاعه إلى الغمد قبل تطهير البلاد منهم. وأوضح البيان أن الجيش الوطني الشعبي تمكّن (بكلّ مكوناته) خلال الثلاثي الأوّل من سنة 2014 من القضاء على 37 إرهابيا، من بينهم 22 إرهابيا خلال شهر مارس المنصرم. وأضاف نفس المصدر أن أفراد الجيش الوطني تمكّنوا من استرجاع (أزيد من 46 بندقية وغيرها من الأسلحة الحربية، من بينها 26 بندقية آلية من نوع كلاشنيكوف و07 بندقيات نصف آلية من نوع سيمينوف وثلاث قذائف صاروخية من نوع RPG 7 ورشّاش من نوع FM، إلى جانب بندقيات مختلفة [مضخّية بمنظار بندقيات صيد...] كانت تستعملها الجماعات الإرهابية). وأشار البيان إلى أن (مفارز الجيش الوطني الشعبي الناشطة في مجال مكافحة الإرهاب تمكّنت أثناء مختلف عمليات التمشيط من اكتشاف وتدمير ما يزيد عن 95 قنبلة تقليدية و79 قذيفة مدفعية، وكذا العشرات من المخابئ والملاجئ وورشات لصناعة المتفجرات). كما تمّ استرجاع 46 قذيفة، من بينها 37 قذيفة C5 جو-أرض، بالإضافة إلى03 صواريخ جو-أرض، وكذا كمّية كبيرة من القنابل اليدوية والذخيرة من مختلف العيارات. من جهة أخرى، سجّل نفس المصدر أن (المحور بومرداس-تيزي وزو-البويرة يبقى المنطقة التي سجّلت فيها النتائج الأكثر إيجابية خلال الأشهر الثلاثة الأولى للسنة الجارية، حيث تمّ القضاء على21 إرهابيا، من بينهم مجرمون خطيرون في هذه المنطقة التابعة إقليميا للناحية العسكرية الأولى)، وأضاف أنه (موازاة مع ذلك نفّذ عناصر الجيش الوطني الشعبي عمليات نوعية على مستوى الحدود في كلّ من الناحية العسكرية الثالثة، الرّابعة، الخامسة والسادسة توّجت بالقضاء على عدد هامّ من الإرهابيين واسترجاع أسلحة معتبرة، لا سيّما في كلّ من الوادي، أدرار، تبسة وبرج باجي مختار). وفي نفس السياق، ذكر البيان أنه تمّ خلال نفس هذه الفترة (إلقاء القبض على عدّة عناصر دعم الجماعات الإرهابية، والتي تمّ تسليمها للعدالة).