حيّى كاتب الدولة المكلف بالجالية الوطنية بالخارج حليم بن عطا الله فاعلي المجتمع المدني في فرنسا على الدور الذي لعبه هذا الأخير بشجاعة وثبات من أجل تسليط الضوء على الحقيقة التاريخية للمجازر التي ارتكبت في 17 أكتوبر 1961 ضد جزائريين كانوا يتظاهرون سلميا من أجل حقهم في الكرامة والحرية· وأوضح كاتب الدولة الذي وقف وقفة ترحم بمدينة نانتير أمام نصب تذكاري أن ذاكرة الشعوب لطالما تبقى حية رغم أنف معذيبها· وبدوره دعا رئيس بلدية نانتير الدولة الفرنسية إلى الاعتراف رسميا بجريمتها وأن يتم الإفصاح عن العدد الحقيقي للقتلى خلال هذه التظاهرة وأن لا يشكل بعد اليوم موضوع أي جدال· واستطرد قائلا نأمل جميعا أن تعترف أخيرا السلطات السامية للدولة بعد 50 سنة رسميا بمسؤوليتها في هذه المجازر من خلال عمل يلزم الجمهورية· وقد نظم مئات الأشخاص ظهيرة أول أمس الأحد تجمعا بباريس من أجل المطالبة بالإعتراف الرسمي بالجريمة التي ارتكبتها الدولة الفرنسية يومي 17 و18 أكتوبر 1961 ضد آلاف الجزائريين المتظاهرين· وطالب المتظاهرون الذين لبوا نداء مجموعة من الجمعيات والأحزاب ورابطة حقوق الإنسان بحرية الإطلاع الفعلي على الأرشيف للمؤرخين والمواطنين على حد سواء وتطوير البحث حول المسائل المتعلقة بالذاكرة في إطار فرنسي-جزائري ودولي· وقد نظم التجمع الذي شاركت فيه عائلات الضحايا وشهود عيان على جسر سان-ميشال الذي ألقي منه عشرات الجزائريين في نهر السين لأنهم عارضوا حضر التجول الذي فرضه عليهم محافظ الأمن موريس بابون· واعتبر المؤرخ جون لوك إينودي أنه حان الوقت لكي تعترف فرنسا بجرائمها ضد الإنسانية بعد مرور 49 سنة من وقوع هذه الجرائم· ومن جهته أشار المؤرخ هنري بويو أنه من العاجل الاعتراف بكل الجرائم المرتكبة ضد الإنسانية باسم فرنسا وإدانتها، معتبرا أنه لا يكفي القول أن فرنسا هي بلد حقوق الإنسان بل يجب أن يطبق ذلك على أرض الواقع· جاك فرجيس: "مجازر أكتوبر جريمة لا يمكن العفو عنها" ومن جهته أكد المحامي جاك فرجس في حصة كاستيون داكتو (قضايا الساعة) التي بثت مساء أمس على قناة كنال الجيري أن مجازر أكتوبر 1961 تعد جريمة ضد الإنسانية لا يمكن العفو عنها· وأوضح فرجس الذي نزل ضيفا على الحصة إلى جانب عضوا مجلس الأمة ورئيس جمعية قدماء فدرالية جبهة التحرير الوطني بفرنسا موحند أكلي بن يونس والمؤرخ أوليفيي لو كور غراند ميزون أنه لا يمكن العفو عن مثل هذه الجريمة التي لا يمحوها الزمن· وبعد أن تطرق إلى سياسة الكيل بمكيالين في معالجة مسائل الاستعمار عندما يتعلق الأمر بالعرب أو شمال إفريقيا انتقد الأستاذ فرجس السرعة التي أدانت بها السلطات الفرنسية موريس بابون على تورطه في ترحيل اليهود دون أن يتم إزعاجه بشأن جرائمه ضد الجزائريين الذين أمر بالإلقاء بهم في نهر السين· وقال المحامي فرجس أن قادتنا الفرنسيين مصابون بالعمى السياسي والأخلاقي، معتبرا أن الاستعمار كان رحم الهمجية في أوروبا·