تطالب العائلات المقيمة بمزرعة حاج أحمد عمر ببلدية الشفة التابعة لولاية البليدة والتي بلغ عددها ال 50 عائلة السلطات المحلية والولائية بضرورة برمجة حوشهم ضمن قائمة المناطق التي تحتاج إلى مشاريع تنموية بالمنطقة التي لطالما انتظرت التفاتة من الإدارة المحلية لرفع الغبن والعزلة عنها، على أساس اعتبارها جزءا لا يتجزأ من إقليم البلدية سيما وأن حياتهم جد شبيهة بالحياة البدائية ولا تمت بأية صلة إلى عصر اسمه القرن ال21· مزرعتهم عبارة عن حوش لا يبعد عن مقر بلدية الشفة سوى بكيلومتر واحد فقط تشوبه عدة نقائص حالت دون أن يعيش أصحابه في عزّة وكرامة، حيث يتكبّد هؤلاء معاناة كبيرة ومشقة أكبر بسبب الظروف القاسية التي ترافقهم منذ فترة طويلة، حيث لا يزال السكان يعتمدون على الطريقة البدائيّة في جلب الماء بالرغم من توفّر قنوات توصيل المياه الصالحة للشرب، فيما تبقى رحلة البحث عن قارورة غاز البوتان متواصلة إلى أجل غير معلوم، في ظلّ غياب مشاريع ربط المنطقة بالغاز الطبيعي الذي أصبح ضرورة ملحّة من شأنه اختزال مشقّة السكان، أو بالأحرى مشقة أطفال المزرعة التي تقع على عاتقها هذه المهمّة، خاصة مع الاهتراء الكامل للطريق الذي يربط المزرعة بالبلدية، سيما وأنه عبارة عن مسلك ترابي تغمره الحفر والبرك المائية، وبالتالي يتعذّر على أطفال أبرياء تجاوز الخطر بسهولة والحال ينطبق على كبار السن، وفيما يخص أصحاب السيارات فقد ضاقوا ذرعا من الأعطاب المتكررة لمركباتهم الناجمة عن الوضعية المتدهورة للطرقات طيلة أيام السنة، أما فئة الأطفال فلكم أن تتصوّروا حالتهم وهم يعبرون المسلك فقلما منهم من يصل سالما، إذ أن معظهم يصل ملطخا بالأوحال ومبللا بالأمطار أثناء فترة التساقط بسبب الأوحال التي تؤدّي في أغلب الأحيان إلى انزلاق التلاميذ، وما زاد الطين بلة مشكل انعدام الإنارة العمومية بالمنطقة وهو مشكل لا يقل أهمية عن سابقيه باعتباره يرجح ثقل كفة معاناة سكان الحوش، إذ أكد بعض السكان أنهم يتفادون الخروج ليلا خشية من حدوث حالات السرقة والاعتداءات، أما خلال الصباح الباكر فقد أكدت الفئة العاملة والمتمدرسة من الأطفال أنهم لا يعبروا المسلك إلا إذا كانوا جماعة خوفا من حدوث ما لا يحمد عقباه وسط ذلك الظلام، وقد تعرض أول أمس مراسل إحدى الصحف الوطنية بالمنطقة إلى سرقة من طرف مجهولين فقد على إثرها محفظته المهنية ومذياع سيارته· وفي سياق متصل بالمعاناة المتواصلة لسكان حوش الحاج أحمد عمر فقد أكد بعض من التقتهم أخبار اليوم أن المشكل الأساسي هو انعدام قنوات الصرف الصحي بالمنطقة والذي بات يشكل الانشغال الهام والملح لهم بعدما أصبحت الروائح الكريهة المنبعثة من كل مكان تشمئز منها النفوس، مطالبة بتحرك السلطات المحلية في رفع المشقة والمذلة عنهم في أقرب وقت ممكن·