اعتبر رئيس جبهة التغيير عبد المجيد مناصرة التوجّه نحو خيار (دستور توافقي) مثلما ورد في خطاب رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة يوم الاثنين (خطوة إيجابية لدعم الاستقرار في البلاد). أوضح السيّد مناصرة أمس الثلاثاء خلال منتدى نظّمه حزبه تحت عنوان (الدستور التوافقي: الآليات والمضامين) أن (استعمال لأوّل مرّة في خطاب رسمي لمصطلح التوافق خطوة إيجابية لدعم استقرار البلاد وأمنها). وكان الرئيس بوتفليقة قد تطرّق في خطابه بعد تأديته لليمين الدستورية إلى أنه سيعيد عمّا قريب فتح ورشة الإصلاحات السياسية التي ستفضي إلى مراجعة الدستور مراجعة (توافقية). ويرى السيّد مناصرة أن قرار الرئيس بوتفليقة في هذا الشأن سيكون (المخرج الوحيد للشعب) من الوضع الحالي، كما أنه سيكون (دعامة للاستقرار والطمأنينة في المستقبل)، متمنّيا أن يفي الرئيس بوعده، وأن تكون هذه (حقيقة وليس شعارات فقط). واقترح رئيس جبهة التغيير أن يكون الدستور التوافقي (ثمرة حوار جادّ واسع وجامع وحوار إصلاحي هدفه إصلاح الوضع وليس فقط تعديل دستور)، قبل أن يضيف أن الدستور بعد مراجعته (يجب أن يكون دستور كلّ الجزائريين وليس دستور الرئيس ولا الأغلبية البرلمانية). واقترح السيّد مناصرة في ذات السياق الآليات التي يراها ضرورية للوصول إلى دستور توافقي بداية من تشكيل (لجنة دستورية تعد 100 عضو مكوّنة من ممثّلي الأحزاب وبعض هيئات المجتمع المدني وشخصيات وطنية، وكذا خبراء من السلطة)، وطالب بأن يمرّ مشروع الدستور عبر (استفتاء) وليس عبر البرلمان، مقترحا أن يفصل نهائيا في طبيعة النّظام السياسي للدولة ويفصل بين السلطات ويؤكّد تخلّي الرئيس عن صفة القاضي الأوّل للبلاد، كما يطالب بدسترة حقوق المعارضة وتحديد العهدات الرئاسية. كما أكّد رئيس الحزب على ضرورة تنظيم انتخابات تشريعية مسبقة مباشرة بعد الانتهاء مع إعادة النّظر في الدستور. من جانب آخر، أعرب محمد بن حمّو رئيس حزب الكرامة عن طموحه في دخول حزبه في حكومة عبد المالك سلاّل عندما قال إن حزبه يريد المشاركة في بناء الجزائر مشاركة حقيقية من أجل المصلحة العليا للوطن، لكنه اعتبر هذا الأمر يبقى من صلاحيات رئيس الجمهورية. وثمّن بن حمّو يوم أمس في ندوة صحفية دعوة الرئيس بوتفليقة لإعداد دستور توافقي، وقال إن (هذه الدعوى أقوى بكثير من مطالب المعارضة والطبقة السياسية، فهو يدعو إلى المشاركة سلطة ومعارضة لإرساء دستور يكون تعداد لدولة قوية وديمقراطية)، مؤكّدا أن الكرة في يد المعارضة ويجب أن تشارك في صناعة الديمقراطية بعيدا عن المطالب التعجيزية المتمثّلة في الدعوة إلى مرحلة انتقالية. وأكّد ذات المتحدّث أن الشرعية الدستورية موجودة وهي تترجم خيار الشعب (ونحن ندعو إلى تثمين إرادة الشعب)، مضيفا أنه (على المعارضة اليوم أن تفهم أنه لا فائدة من معارضة من أجل المعارضة، ويجب أن تنظّم نفسها وتدخل في طرح موضوعي معقول لتشارك من أجل تنمية الجزائر وإرساء ديمقراطية تشاركية خارج تصفية الحسابات والمصالح الضيقة). في سياق آخر، اعتبر رئيس الكرامة استكمال الرئيس بوتفليقة للمسار الانتخابي بعد أدائه لليمين الدستورية هو نجاح للجزائر وللرجل، (لقد تغلّب على المرض لأنه رجل قوي، وطني ويحبّ الشعب الجزائري)، كما لم يفوّت الفرصة للاعتراف بإنجازات الرئيس بوتفليقة فيما يخص استرجاع السلم والأمن والمحافظة على استقرار البلاد (الجزائر اليوم تنعم بالاستقرار والأمان، وهي تعيش في محيط متوتّر، وهذا بفضل السياسة الرشيدة لرئيس الجمهورية)، ويضيف: (الجزائر مطالب منها الآن أن تكون دولة محورية ومعوّل عليها دوليا لاستعادة الأمن والاستقرار في المنطقة). ورحّب بن حمّو بتجديد الرئيس بوتفليقة الثقة في عبد المالك سلاّل كوزير أوّل، ورفض الحديث عن احتمال استحداث منصب رئيس للجمهورية في الدستور القادم، معتبرا إيّاه من صلاحيات الرئيس وحده، كما لم يكشف عن أيّ مقترحات لحزبه بخصوص الدستور القادم واكتفى بإعلان المشاركة.