قرّر مجلس الأحوال الشخصية لمسلمي الهند بالإجماع الطعن في حكم المحكمة العليا بمدينة الله آباد الخاص بتقسيم موقع مسجد "بابري" في منطقة ايودا، الذي تَمّ هدمه شمالي الهند، بين الهندوس والمسلمين. وقال المجلس في تصريحات صحفية: إنه "قرّر خلال اجتماعه مؤخرًا الطعن مباشرة أو عن طريق مجلس الأوقاف السنية في قرار محكمة مدينة الله آباد بشأن مسجد بابري والتوجه إلى المحكمة العليا في الهند"، بحسب صحيفة "ن د تي في" الهندية. وأضاف أنّ "اللجنة المكونة من 51 عضوًا ناقشوا الحكم، وتوصلوا إلى نتيجة مفادها أن مجلس الأحوال الشخصية لمسلمي الهند أصبح لديهم قناعة بأن حكم المحكمة بشأن مسجد بابري غير مقبول؛ لأنه لا يستند إلى الحقائق الثابتة، ويتجاهل الأدلة، وينتهك القيم الأساسية للدستور". وتابع المجلس أنّ الحكم لوحظ به الكثير من العيوب، ولذلك يجب على المسلمين الطعن فيه وتحديه"، إلا أنّ المجلس لم يغلق الباب تمامًا أمام المفاوضات السلمية، وقال: إنّ الباب مازال مفتوحًا للمفاوضات السلمية لحل المشكلة. ومن جانبه، قال يوسف حاتم ماشا الله رئيس اللجنة القانونية في المجلس: "إذا كان هناك شخص لديه اقتراح لحل هذا المشكلة سلميًا بدون اللجوء للقضاء، وهذا الاقتراح يتسق مع كرامتنا، ويتمسك بقيم الدستور والشريعة، سينظر المجلس فيه". وفي وقت سابق من العام الجاري، قضت المحكمة العليا بمدينة الله آباد بتقسيم موقع مسجد البابري، في منطقة ايودا، إلى 3 أجزاء، واحد للوقف السني (المسلمين) والثانِي لمجموعة نيرموهي أخارا، والثالث لمجموعة مهاسبها. والمجموعتان الأخيرتان هندوسيتان. ويقول المسلمون: إنّ الموقع يعود لمسجد بني في القرن السادس عشر، بينما يشير الهندوس إلى أنه مكان ميلاد أحد آلهتهم وأن معبدًا هندوسيًا كان في الموقع قبل بناء المسجد. والمسألة الرئيسية المطروحة في القضية كانت تتعلق بالتحري حول ما إذا كان هناك بالفعل معبد هندوسي في الموقع قبل بناء مسجد البابري، وقال محامون: إنّ الحكم سيحفظ ثلث الأرض لبناء معبد هندوسي، وثلثا لمجموعة هندوسية أخرى، بينما سيكون للمسلمين ثلث يمكنهم فيه بناء مسجد. ويتعايش أتباع كل ديانات العالم في الهند التي تتبع نظامًا علمانيًا، في انسجام في معظم الأحيان، مما يشكل جزءًا كبيرًا من صورة الهند كمجتمع متعدد الأعراق يتطور بسرعة وقادر على التكيف مع التنوع. والهند وجارتها باكستان اللتان ولدتا من قرار تقسيم شبه القارة الهندية في عهد الإمبراطورية البريطانية في 1947 شهدتا مواجهات دينية أسفرت عن سقوط عدد كبير من القتلى قد يصل إلى مليون شخص. ولم تشهد الهند مواجهات عنيفة بين الهندوس والمسلمين، أكبر أقلية دينية في البلاد، منذ 2002 عندما تواجهت المجموعتان في ولاية غوجارات.