وجه د. محمود حمدي زقزوق وزير الأوقاف المصري وعضو مجمع البحوث الإسلامية بالأزهر الشريف انتقادات حادة لفضائيات دينية إسلامية -لم يحددها بالاسم- واتهمها بالعمل على "تضليل الأمة" و"تسطيح فكر المسلمين". وفي تصريح له خلال ندوة الموسم الثقافي للمجلس الأعلى للشئون الإسلامية المصري، انتقد د. زقزوق "من يشغلون أنفسهم بالزي والمظهر، ويعيبون على الأئمة عدم لبس زي بعينه، ويشغلون الناس بأمور تافهة كالنقاب وتقصير الجلباب، ويتركون عظائم الأمور". في إشارة إلى السلفيين. وبشكل أكثر صراحة، تحدث زقزوق عن تلك الجهات التي تنشغل بهذه القضايا قائلا: "هناك فضائيات مسئولة عن تسطيح فكر المسلمين". وأضاف: "الفضائيات لديها زخم في هذا الصدد تزيغ به القلوب وتسد به الآذان، فما نسمعه من الفضائيات الكثيرة حول مظاهر اللبس وتقصير الجلباب تنشر الغثاء بين الناس، وهناك جمهور من عامة الناس يصدق ما يُقال في تلك الفضائيات، فوسائل التثقيف السيئة هذه تعمل على تضليل الأمة". واعتبر زقزوق أن "من لا يستخدم وسائل الإدراك الحسية والعقلية سيكون من أصحاب السعير"، وأضاف: "شيء غريب أنه في الوقت الذي يبحث فيه العالم في الخلايا الجذعية ليعالج الأمراض المستعصية، نشغل أنفسنا بتوافه الأمور، وبهذا المسلك، لن نكون تلك الأمة التي يتفاخر بها الرسول يوم القيامة ما دام أن الأمة تشغل نفسها بسفاسف الأمور". ومضى في نقده قائلا: "إننا نريد أن نخرج الناس بالإسلام من الظلمات إلى النور؛ لذا لابد أن يفكروا ويفتحوا عقولهم، فالذي يفكر ويبحث سيصل، ومن يشغل نفسه بالتوافه فهذا في واد آخر، والدنيا تسير وهو واقف، وهو ما لا يرضى به عاقل للأمة الإسلامية، كما ينبغي أن يعلم كل مسلم أن عمل الصالحات هو بناء الحضارة، وليس مجرد أداء عبادات". وتجيء انتقادات وزير الأوقاف هذه بعد أقل من أسبوع من قرار السلطات المصرية إغلاق أربع فضائيات تبث على القمر الصناعي نيل سات -ثلاثة منها دينية وسلفية التوجه- إثر ارتكابها مخالفات تتعلق ب"بث الفتنة والكراهية" و"نشر مغالطات عقائدية وعلمية"، بحسب الرواية الرسمية. وعن رسالة الأزهر قال الوزير إن التسامح الفريد من نوعه في الأزهر صاحب الفكر الوسطي "لا يوجد له مثيلٌ في العالم الإسلامي، ولا في العالم غير الإسلامي، فأي جامعة في العالم الإسلامي تدرس مذهباً فقهياً واحدا فقط، أما الأزهر فيدرس المذاهب الأربعة والكل يتعايش". "لقد درست على المذهب الحنفي، وزملائي درسوا على المذاهب الأخرى، الأزهر ليس فيه تعصب ضد أي مذهب من المذاهب؛ ولذلك أقول بأن الانفتاح المذهبي لا وجود له إلا في الأزهر، ووجود بعض المتشددين في بعض الأمور هم غرباء على الأزهر ومصر". وشدد زقزوق على أن "الأزهر هو المرجعية المعتمدة للمسلمين في كل مكان في العالم، وربما ظهرت مرجعيات أخرى، لكن الأزهر هو المرجعية المعتمدة في كل دول العالم، والدليل أن الدول ترسل أبناءها للأزهر، وهم متأكدون أنهم سيعودون يحملون فكر الوسطية، وسيظل الأزهر مفتوحا لكل المسلمين".