يشتكي عدد من المواطنين على مستوى عدد من الأحياء بالعاصمة من الانتشار الرهيب للكلاب المتشردة، التي صارت تقطع عنهم الطريق، وقد تتهجم على البعض منهم في بعض الأحيان خاصة في الصباح الباكر أو خلال ساعات متأخرة من المساء، وهو ما جعل الكثيرين يتفادون الطرقات التي تنتشر بها هذه الكلاب الضالة، ويستبدلونها بطرق أطول وأكثر تعقيدا للصول إلى مشاوريهم. فبعين النعجة مثلا، وبالضبط على مستوى حي عين المالحة، تنتشر العشرات من الكلاب، بعضها لها أصحابها وملاكها من قاطني الفيلات المتواجدة بالحي، أما بعضها الآخر فلا يدري أي كان من أين تأتي، غير أنها تتجمع يوميا، وبشكل خاص في ساعات الصباح الباكر، وبالإضافة إلى أصوات نباحها المزعج، فإنها تشكل خطرا حقيقيا على المارة وعلى السكان والأطفال تحديدا، وكذا العمال والموظفين الذين يضطرون إلى الخروج من منازلهم في ساعات مبكرة للالتحاق بمقرات عملهم، من خلال التوجه إلى محطة القطار بعين النعجة، ويعتبر الطريق الذي تتواجد وتنتشر به هذه الكلاب الطريق الأقرب والأقصر إلى المحطة المذكورة، الذي يجنب سكان الحي القيام بدورة شبه كاملة، للوصول إليها. يقول احد الشبان في هذا الخصوص انه تعرَّض في عدد من المرات إلى هجوم من تلك الكلاب في حدود الساعة السادسة صباحاً، لولا تدخل بعض المارة الذين كانوا قد خرجوا من منازلهم في الساعة نفسها، كما انه صار يحمل معه عصا كل يوم تقريبا، يلتقطها أثناء الخروج من منزله، أو من الطريق ليدافع بها عن نفسه في حال تعرضه إلى هجوم من تلك الكلاب المتشردة. مواطن آخر بنفس الحي، قال انه ابلغ سكان الفيلات الذين يملكون كلابا بتدبر أمرهم، على اعتبار أن كلابهم تعتبر السبب الرئيسي في جلب تلك الكلاب المشردة من أماكن مختلفة، ولأن معظمهم قام ببناء أماكن لنوم كلابهم في الرصيف المقابل للرصيف الذي بنيت عليه منازلهم، فإن ذلك ساهم في زيادة تواجد الكلاب المتشردة، ما جعله يطالبهم بإعادة النظر في ذلك، وإدخال كلابهم إلى مستودعاتهم أو أسطح منازلهم، وعدم تركها في الخارج على الطريق الذي يعتبر ملكية جماعية إنما دون جدوى. ويتجنب الكثير من السكان المرور عبر ذلك الطريق، وعلى رأسهم السيدات والأطفال والشبان الذين لا يمرون منهم إلا إن كانوا مسلحين ببعض القضبان الحديدية أو العصي. من جهة أخرى، يشتكي معظم قاطني الحي من الأصوات المزعجة لتلك الكلاب ونباحها المستمر طوال الليل، ومنهم من قال أنها تبيت ليلها تعوي وتتصارع فيما بينها أمام منازلهم ما يحرمهم النوم والراحة طيلة ساعات الليل. وينتظر الكثيرون أن تعرف هذه المشكلة حلا نهائيا، خاصة ونحن على أبواب فصل الشتاء، حيث تزداد ساعات الليل، ولا يتبدد الظلام سريعا، ما يجعل الكثير من الطلبة والموظفين والمتمدرسين في حال خطر دائم، من احتمال التعرض إلى هجوم قاتل من تلك الكلاب المتشردة.