مسجد يشيل (بكسر الياء والشين)، ويعرف أيضا باسم مسجد محمد الأول، وهو جزء من مجموعة كبيرة من الأبنية الواقعة في الجانب الشرقي من مدينة بورصة بتركيا، كالمقام والمدرسة والمطبخ العام والحمام العام. بني في نهاية الحروب الأهلية، أين كان السلام قد بدأ بالعودة للمنطقة تدريجيا. أمر ببنائه السلطان العثماني محمد الأول سنة 1412م، واكتمل بناؤه في 1419م، وقد كان المعماري الذي بنى هذا المسجد هو الوزير حقي إفاز باشا، أما الفنانون الذين أنجزوا الزخارف فهما علي بن إلياس، ومحمد المقنن. يشكّل المسجد مزيجا رائعا من فني العمارة والزخرفة. بُني من الحجر الرملي، ثم لُبّس بألواح من الرخام، استُبدل معظمها في القرن 19، وقد نحتت على بعض ألواح الرخام زخارفٌ على شكل ورود، ووضعت عند المدخل والنوافذ، كما يوجد فوق المحراب والمدخل الرئيسي تصاميم على شكل أنصاف قبب. للمسجد مئذنتان اثنتان قد أضيفتا له بعد بنائه، بنيتا على النمط الباروكي الأوروبي السائد آن ذاك، لا يمكن الوصول إليهما إلا عن طريق مسكن السلطان، أو بتسلق الأدراج الملتوية الموجودة في علّيّة المسجد. لما تعرض المسجد لزلزال سنة 1855م، قام العثمانيون بتجديد المسجد كاملا، أشرف عليه المعماري Léon Parvillée، وقد نجح بالمحافظة على المسجد، لكنه كان قليل الخبرة بأساليب العمارة العثمانية الحديثة، كما أثرت عليه قلة المال والعمال المهرة.