أجمع المتدخلون خلال اختتام فعاليات الملتقى الوطني الأول حول خدمات المكتبات الجامعية الذي احتضنته جامعة بومرداس، أمس الأول بجامعة أمحمد بوقرة أن المكتبة الجامعية الجزائرية بحاجة إلى العصرنة ودلك بالسعي من أجل تحديثها خاصة من حيث نوعية الخدمات المقدمة للقارئ وبالتالي انتقالها إلى البيئة الرقمية لمسايرة التطور الحاصل في العالم في هدا المجال. وشهد اليوم الثاني والختامي من الملتقى، مشاركة العديد من الأساتدة عبر مختلف الجامعات الجزائرية حيث قام المتدخلون بإبراز دور الجامعة الجزائرية في البحث العلمي، وتفعيل دور المكتبات الجامعية من اجل استعراض تحسين الخدمات المقدمة لمستعمليها وكدا تحسيس المكتتبين في بأهمية تحسين الأداء وتحقيق جودة الخدمات. وقد استهل الملتقى في يومه الثاني بمداخلة قام بها الأستاذ كمال بطوش من جامعة قسنطينة 02 عرج فيها إلى التطورات السريعة لتكنولوجيا المعلومات وظهور تكنولوجيا الجيل الثاني ومدى جاهزية المكتبات الجزائرية لمواكبة هذا التطور ونسبة التأثيرات الخارجية على روادها من المكتتبين خاصة في الانتقال من جانب الاستهلاك إلى المشاركة الفعالة في تقديم المعلومات، كما استعرضت الأستاذة بهجة بومعرافي بجامعة قسنطينة 02 تاريخ تطور المعلومات في المكتبات منذ 1945 إلى غاية هذا في ظل تواجد الوسائل الرقمية التي احتلت حيزا كبيرا في الاتصال المباشر كالحواسيب، الهواتف الذكية والتطبيقات المتكونة فيها، إلى جانب المكتبات الالكترونية الافتراضية عبر الانترنيت ودورها الفعال في العمل على إتاحة المعلومات بدل امتلاك مصدر المعلومة كما أكدت المحاضرة على ضرورة الانتقال من المكتبات التقليدية إلى المكتبات الحديثة، وفي مداخلته الختامية أبرز نورالدين صدار من جامعة تبسه إلى الحضور الالكتروني في المكتبات الجامعية في ظل الفضاءات الافتراضية وتأثيرها على خدمة المستفيد حيث تناول من خلالها بعض المواقع الالكترونية لبعض المكتبات الجامعية الجزائرية وما مدى حضورها لمواكبة هده الفضاءات عن طريق أخذ عينات من بعض المكتبات منها جامعة تيزي وزو، الجزائر 01 وجامعة قسنطينة، في دعا المتخلون في الأخير إلى ضرورة السعي من أجل تحديث المكتبات الجامعية الجزائرية خاصة من حيث نوعية الخدمات المقدمة للقارئ وبالتالي انتقالها إلى البيئة الرقمية لمسايرة التطور الحاصل في العالم في هدا المجال، مؤكدين أن المكتبة الجامعية الجزائرية بحاجة إلى العصرنة. وكان المتدخلون خلال اليوم الأول من الملتقى قد حثوا على ضرورة التكتل وتوحيد جهود القائمين على المكتبات الجامعية للاستفادة من الوسائل التكنولوجية الحديثة لترقية الخدمات المقدمة لفائدة الباحثين الجامعيين والطلبة، وتسهيل عملية الولوج إلى مختلف قواعد البيانات الخاصة بمراكز البحث الدولية بصفة موحدة وبأقل التكاليف وأكبر نسبة من المستغلين، محذرين في السياق من استمرار ظاهرة استغلال مجهودات الباحثين الجزائريين بطريقة فردية وغير قانونية من طرف عدد من المنظمات الدولية المتخصصة في جمع المعلومات في شكل قاعدة بيانات دون المرور على الجامعة الجزائرية مع التهرب من حقوق التأليف، ثم إعادة بيعها إلى الجامعات ومؤسسات البحث الجزائرية عن طريق اشتراك سنوي يصل إلى 100 مليون دولار وأكثر، وللإشارة فإن الملتقى دام يومين كاملين بمشاركة الأساتدة عبر مختلف الجامعات الجزائرية، ناقشوا التحديات التي تواجه المكتبات والبحث العلمي وإبراز دورها في هذا الأخير.