أكد الدكتور أعراب عبد الحميد أستاذ التعليم العالي بقسم المكتبات والمعلومات بجامعة الجزائر صبيحة أمس / الثلاثاء/ على هامش تكريمه في الملتقى الوطني حول المكتبات ومراكز المعلومات ودروها في تنمية ثقافة المجتمع في ظل البيئة الرقمية ''الرهانات و التحديات'' المنظم من قبل مديرية الثقافة بالتنيسق مع جامعة محمد خيضر أن حضوره لهذا الملتقى هو لأجل تقديم ورقة حول إبراز مكانة المكتبات ومراكز المعلومات في ثقافة المجتمع الجزائري على أنها لبنة أساسية في ثقافة كل مجتمع وكل شعب. فضلا عن التطرق إلى التحديات الواجب رفعها لمواجهة التطور التكنولوجي والشامل الذي يعرفه العالم آملا أن تكون فكرة تكريمه بمثابة مؤشر لثقافة الاعتراف بمجهودات الأساتذة، مشيرا من جهة أخرى أن هذا اللقاء الذي تصب أبعاده في ضرورة العودة من جديد إلى المكتبات في إطار الرغبة لبعث المقروئية، أن مشكلة القراءة في الجزائر مردها نقص انتاج الكتب وأن هذه المشكلة - العزوف عن المقروئية - مطروحة على مستوى العالم العربي ككل، وجذورها الأساسية ترجع إلى نسبة الأمية المرتفعة التي وصلت في الجزائر إلى حد 22 بالمائة من السكان، ناهيك عن إشكالية أن الكتاب أضحى خارج ثقافة المجتمع بسبب الظروف الاقتصادية والاجتماعية التي تركت غالبية السكان يعزفون عن القراءة في ظل تراجع دور المدرسة في الإهتمام بهذا الجانب منذ الصغر. في شق آخر نبه الأستاذ عبد المالك بن السبتي من جامعة منتوري بقسنطينة في مدلخلة بعنوان ''المكتبة الحديثة ودروها في ترقية المجتمع'' أن المكتبات ومراكز المعلومات تواجهها عدة تحديات مما يحتم عليها أن تعمل على توعية المجتمع بمخاطر العولمة واقتراح السبل الكفيلة لمواجتها، وإيجاد انفتاح واع على العالم الخارجي، وتقوية مقدراتها على العطاء دون الاكتفاء بالأخذ فقط دون إهمال اعتمادها على نفسها في مجال النفقات من خلال فرض رسوم المشاركة والأيام الدراسية وتأجير الفضاءات المتاحة والاهتمام بخدمات الطباعة حتى تصير لها تنافسية مع المؤسسات الاقتصادية دون أن تجاوز خدماتها مبدأ الربحية لتمكينها من مواكبة انفجار المعلومات ولاسيما المستقاة من فضاءات الأنترنيت بالاستغلال الأمثل للمعلومات الصادرة عن هذه الفضاءات على اعتبار أن 90 بالمائة من هذه المعلومات ''لا قيمة لها'' بسبب عدم التحكم فيها في ظل التنوع غير المحدود لمصادر السمعى البصري وتعدد البدائل المنافسة والإنتشار الكثير للدوريات والكتب الإلكترونية في ظل اشكالية الملكية الفكرية.