تحولت الملاعب إلى أخطر أماكن التجمعات بالجزائر، حيث باتت مسرحا لحوادث دامية أوقعت مئات الجرحى وعددا من القتلى خلال السنة الماضية، وفي هذا الشأن كشفت المديرية العامة للأمن الوطني أن عنف الملاعب خلف خلال الموسم الرياضي 2013 - 2014 ما مجموعه 600 شخص ضمنهم 400 رجل أمن. وأضافت المديرية، في أرقام أوردتها خلال لقاء بتيبازة، أن هؤلاء الجرحى أصيبوا في 142 حادث، واصفة هذه الأحداث ب"المؤسفة". كما خلفت هذه الأحداث تضرر 151 مركبة منها 93 تابعة للأمن الوطني، فيما أوقفت المصالح الأمنية 314 شخصا منهم 47 قاصرا تم تقديم 54 منهم أمام العدالة. وكانت المديرية العامة للأمن الوطني أفادت، في تقرير لها السنة الماضية، بأن عنف الملاعب بالجزائر أودى، خلال الأعوام الخمسة الأخيرة، بحياة سبعة مناصرين وخلف جرح 2717 آخرين من بينهم 1589 شرطيا، فضلا عن تحطيم 567 سيارة منها 270 تابعة للشرطة، وتخريب العديد من الهياكل والمرافق العمومية. من جانب آخر، أعلنت المديرية العامة للأمن الوطني يوم الخميس عن تتويج اتحاد العاصمة الذي ينشط في الرابطة المحترفة الأولى لكرة القدم بالمرتبة الأولى للطبعة الثانية لجائزة "الروح الرياضية" للموسم الكروي 2013-2014 وذلك في حفل تكريمي نظم بتيبازة حضره إلى جانب اللواء عبد الغاني هامل المدير العام للأمن الوطني وزير الرياضة محمد تهمي وشخصيات رياضية بارزة. وبالمناسبة أكد اللواء هامل في كلمة افتتاحية ألقاها باسمه مدير الأمن العمومي المراقب عيسى نايلي على "ضرورة استخلاص العبر من خلال النتائج المسجلة خلال الموسم الكروي الجاري من اجل الإقلاع عن كل الشوائب التي أثرت سلبا لا سيما تلك المرتبطة ببعض أعمال العنف التي بلغت 142 حادث". وبعد أن وصف الحصيلة ب"المؤسفة" أكد اللواء هامل على عزمه "مواصلة حث مصالحه المحلية والمركزية وجميع المتدخلين من اجل تضافر الجهود وتبني سياسات وقائية وتوعوية من خلال تجنيد المزيد من الدعم للقوة حرصا على حفظ النظام والسير الحسن للمقابلات قبل وأثناء وبعد كل لقاء". وعادت المرتبة الثانية والثالثة لهذه الجائزة التي تهدف إلى مكافحة ظاهرة العنف داخل الملاعب وإضفاء نوع من التنافس الرياضي ما بين الجماهير إلى كل من فريقي أمل الأربعاء وشباب قسنطينة في حين توج نادي نصر حسين داي بالمرتبة الأولى عن الرابطة المحترفة الثانية وعادت المرتبة الثانية والثالثة على التوالي لكل من وداد تلمسان واتحاد بلعباس. وقد اجمع اغلب الحاضرين المتوجين أو المشاركين في فعاليات الطبعة الثانية من جائزة الروح الرياضية حسب الأصداء التي جمعتها وأج على تثمينها (المبادرة) وتشجيعها وتدعيمها على أمل انتهاج كل المتدخلين والفاعلين في عالم كرة القدم نفس التوجه للقضاء أو على الأقل التقليص من حدة العنف داخل الملاعب الجزائرية. وللإشارة نظمت طبعة هذه الجائزة بانتقاء ثلاثة معايير قبل وأثناء وبعد اللقاء لاختيار ثلاثة فرق من كل رابطة محترفة (الأولى والثانية) وذلك بالاستناد لتقارير الشرطة التي تؤمن اللقاءات وتقارير رابطة كرة القدم المحترفة وعملية سبر الآراء التي شارك فيها رؤساء الاندية ومدراء ملاعب كرة القدم و60 وسيلة إعلامية وطنية.