يلتحق ما لا يقلّ عن عشرة آلاف جزائري، كلّ سنة، بقائمة المعاقين بسبب (مجازر الطرقات) التي تتسبّب في مقتل أزيد من أربعة آلاف شخص في الجزائر سنويا، وهو معدل مرتفع جدّا يعكسه العدد الكبير من حوادث المرور، حيث تشير أحدث الإحصائيات إلى تسجيل ما لا يقلّ عن 124 حادث طريق يوميا في بلادنا، وسط مساع لإشاعة جو من التعاون لتطوير منظومة الوقاية من حوادث المرور. رئيس فرقة الدرّاجات بمصلحة الأمن العمومي لمديرية أمن ولاية وهران كشف، أمس الأحد، أن هناك 10 آلاف جريح جرّاء حوادث المرور عبر الوطن يضافون إلى فئة المعاقين سنويا. وأوضح الملازم الأوّل سرحان مراد في تدخله خلال اليوم الثاني والأخير من الملتقى الوطني حول (أمن الطرقات: تقييم ورهانات واستراتيجيات الفاعلين) الذي تحتضنه جامعة وهران أن (حوادث المرور تخلّف من الناحية الاجتماعية أرامل ويتامى لا يجدون من يعولهم ويرعاهم مما يدفع البعض منهم إلى الانحراف والانقطاع عن الدراسة). كما تسبّب حوادث المرور خسائر من الناحية الاقتصادية بالنّظر إلى ما تنفقه الدولة سنويا في مجال العطل المرضية وتكاليف الأدوية والعلاج والتعويض عن الخسائر المادية والأضرار التي تلحق بالطرقات والتجهيزات، يضيف ذات المتحدّث. كما أن الصور المأساوية التي تلازم الضحية لعدّة سنوات قد يترتّب عنها مشاكل نفسية يصعب التغلّب عليها كما جاء في محاضرة السيّد سرحان حول (أثار حوادث المرور على الفرد والمجتمع الجزائري). للإشارة، فقد تمّ تسجيل 44.907 حادث مرور في الجزائر خلال عام 2013 بمعدل 124 حادث يوميا بحظيرة لم تصل إلى 8 ملايين مركبة، وفقا لما أفاد به يوم السبت بوهران القائد الجهوي للدرك الوطني للغرب العميد طاهر عثماني. وأوضح العميد عثماني لدى افتتاح الملتقى الوطني حول (أمن الطرقات: تقييم ورهانات واسترتيجيات الفاعلين) بجامعة وهران قائلا إن (هذه المركبات تسيير عبر شبكة طرقات تفوق 115 ألف كلم قابلة للتمدّد ولنا أن نتصوّر كذلك زيادة الحوادث المرورية خلال السنوات المقبلة إن لم نتداركها بإجراءات)، لافتا إلى ما تخلفه هذه الحوادث من مآسي إجتماعية وخسائر للإقتصاد الوطني. في سياق ذي صلة، ذكر المدير العام للمركز الوطني للوقاية وأمن الطرقات السيّد الهاشمي بوطالبي أمس الأحد أنه يتمّ مع مختلف الشركاء محاولة خلق جو من التعاون لتطوير منظومة الوقاية من حوادث المرور من خلال العمليات التحسيسة. وأفاد السيّد بوطالبي في تصريح لوكالة الأنباء الجزائرية بأن المركز سطر خلال هذه السنة برنامج عمل كثيف مع الشركاء والفاعلين والدرك الوطني والمديرية العامة للأمن الوطني والحماية المدنية ومصالح المالية. ويرتكز هذا البرنامج على توعية مستعملي الطريق بتقديم دروس ونشر التربية المرورية لفائدة المؤسسات التربوية والجامعات، وفق نفس المصدر. كما يعمل المركز -يضيف نفس المسؤول- على تطوير الفعل الوقائي من خلال الدراسات والبحوث بغية تقليص من عدد الضحايا وحوادث المرور. وفي نفس السياق، يعمل المركز الوطني للوقاية وأمن الطرقات بالتنسيق مع المعنيين بتحسين المحيط من خلال توفير شروط السلامة عبر الطرقات وتدارك النقائص المسجلة بها وكذا السعي لتهيئة الأماكن المخصصة للراجلين ووضع ممرّات ومعابر آمنة ومراجعة منظومة إشارات المرور والتعاون مع مصالح الحماية المدنية، كما أشير إليه. واختتمت أمس الأحد أشغال الملتقى الوطني حول أمن الطرقات الذي نظمته جامعة وهران بالتعاون مع القيادة الجهوية الثانية للدرك الوطني بتقديم سلسلة من المحاضرات حول (حوادث المرور وأثرها على الفرد والمجتمع) و(خصوصيات السائقين الشباب: المعلوماتية والانفعال والسلوكيات) و(الدعم النّفسي والمادي للمصابين).