الشيخ عسالي محمد سيدي علي بن محمد بن الحاج عبد القادر، وأمه عزي فاطمة بنت الحاج محمد عبد القادر بن الحاج محمد سيدعلي عزي، ينتهي نسبه من أصل والديه إلى سيدي محمد بن الحنفية بن سيدنا علي كرم الله وجهه. ولد خلال 1942 م بحي تورفين ببلدية إينغر ولاية تمنراست وبدأ تعليمه في الحي المذكور على معلمي القرآن الآتية أسماؤهم : بن الشيخ محمد الوادي وبعده عزي عبد الصادق محمد سيدي علي ثم بن مالك أحمد أمحمد حمزة ثم انتقل إلى المسجد العتيق عند شيخ المشايخ سيدي أحمد بن الشيخ وخليفته الشيخ بموسى. الشيخ محمد سيدي علي عسالي مقدم الطريقة الهبرية البلقائدية بولاية تمنراست ومؤسس زاية الشيخ أبوالحسن الشاذلي بإينغر تمنراست عليه رحمة الله، بدأ مشواره في تعليم القرآن الكريم لطلبة العلم في ورقلة عن طريق المشارطة وفي هذا السياق يقول لنا ابن أخ الشيخ سيدي علي وأحد طلبته النجباء السيد: عسالي عبد الرحمان إنه بفضل المجهودات التي بذلها الشيخ معي في صغري أصبحت أتقن القراءة والكتابة وعمري لايتجاوز الأربع سنوات بطريقة رائعة وجد ممتازة تدهش الكبار قبل الصغار، والعلماء قبل العوام، وكان لذلك أثر واضح في تعليمي الديني والتربوي. وفي أوقات فراغه كان الشيخ سيدي علي يذهب إلى الشيخ بلحاج عيسى رحمه الله تعالى فتعلم على يديه النحو والصرف والإعراب والفقه والتفسير حفظ القرآن الكريم في24 يوما فقط. ذلك أنه لما دخل رمضان الكريم طلب منه الناس إمامتهم في صلاة التراويح وهو لم يكن بعد قد تمكن من حفظ القرآن الكريم كاملا، وبما أن الشيخ عليه رحمة الله صاحب الإرادة الفذة والهمة العالية ألزم نفسه طيلة أيام رمضان المعظم بحفظ حزبين ونصف ليصلي بها التراويح بجموع المصلين وهكذا حتى حفظ القرآن الكريم كاملا وختمه ليلة الرابع والعشرين من رمضان. وفي أول مسابقة وطنية للأئمة نظمتها وزارة الشؤون الدينية والأوقاف في السبعينات كان من أوائل الفائزيين وأحد الأئمة الأوائل الذين وظفتهم الوزارة على المستوى الوطني، فهو أول موظف في قطاع الشؤون الدينية بولاية تمنراست ولم يسبقه غيره، وعين في مسجد الأمير عبد القادر بإينغر كإمام مدرس، واصل نشاطه الديني للأجيال من تعليم للقرآن والدروس اليومية في المسجد مابين صلاتي المغرب والعشاء وتربى على يديه الكثيير من المريدين وطلبة العلم، وأثناء تأديته لمناسك الحج والعمرة سنة1979م، وفي مكة التقى بالشيخ الرباني العارف بالله شيخ الطريقة الهبرية في العالم (سدي محمد بلقايد) رحمه الله تعالى تعارفا وتكلما كثيرا في شؤون الدين والعلم فعرف كل منهما قدر الآخر ومكانته العلمية، وكما تعلمون أحبائي(فلا يعرف أولوا الفضل إلا ذووه) وضربا موعدا للالتقاء في تلمسان، وبعد أن عاد الشيخ من مناسك الحج فما هي إلا شهور حتى ذهب إلى تلمسان للقاء الشيخ سيدي محمد بلقائد في زاويته بتلمسان، هناك أشرقت الأنوار الربانية والفتوحات الإلاهية فدخل الشيخ للخلوة يتعبد حتى أعطاه الشيخ بلقايد الإذن والورد ثم جعله مقدما للطريقه الهبرية في ولاية تمنر است، وأذن له بتأسيس زاوية هناك في سنة1990م أسس زاوية أبو الحسن الشاذلي في مسقط رأسه إينغر. وظل يدعو إلى الله ويدرس القرآن الكريم ويعلم الناس أصول الدين وتخرج من زاويته أئمة وعلماء وأدباء وشعراء وحفاظا لكلام الله عز وجل، إلى أن وافته المنية يوم01 فيفري2012م وحضر جنازته المهيبة جمع كبير من شتى أنحاء الوطن فرحم الفقيد وأسكنه فسيح جنانه.