تابع جمهور كثيف، سهرة أول أمس، بالمركز الدولي للصحافة بتلمسان، العرض الشرفي للسينمائي الوثائقي''العارف بالله الشيخ سيدي محمد بلقايد''، الذي حاول من خلاله المخرج والسيناريست حاج أحمد منصوري، تسليط الضوء على إحدى أهم الشخصيات العلمية والصوفية في جزائر الثورة والاستقلال. وعادت كاميرا المخرج خياليا، وعن طريق تصوير تمثيلي، للحديث عن ظروف ميلاد الطفل محمد بلقايد، في إحدى دروب مدينة تلمسان العتيقة سنة ,1911 وكيف تلقى التربية الدينية من قبل والده وحفظ القرآن الكريم، وعزف عن دخول المدرسة الفرنسية التابعة للاستعمار، لأن والده كان قد أقنعه أن فرنسا ضد الإسلام. وركّز العمل على إبراز دور الزاوية البلقائدية الهبرية، التي أسسها المرحوم محمد بلقايد، في احتضان مجاهدي ثورة التحرير، وما لقيته من مضايقات، أفضت إلى قرار الاستعمار بغلقها ليحوّل الشيخ نشاطه إلى مسجد ابن مرزوق. ونقلت كاميرا المخرج شهادات حية لمشايخ الطريقة من زاوية سيدي معروف بوهران، التي يرأسها الشيخ عبد اللطيف بلقايد، مثل الشيخ أحمد معزوز الناطق الرسمي للزاوية، والدكتور محمد بن بريكة عضو الأكاديمية العالمية للتصوف بالقاهرة. ومن بين المشاهد التي أثّرت في الحضور وأبكت بعضهم، الرسالة الصوتية التي بعث بها شيخ الدعاة والعالم الأزهري الدكتور محمد متولي الشعراوي، أياما قبل وفاته، وهو الذي أخذ الطريقة الهبرية عن الشيخ محمد بلقايد وبايعه إماما لها، خلال لقاء به في الجزائر سنة .1966