جزائريون يُسهّلون مهمّة المجرمين الأفارقة! تُرى ما الذي يفعله (الأفارقة) الذين (هربوا) إلى الجزائر إمّا بسبب سوء أوضاعهم المعيشية في بلدانهم الأصلية أو نتيجة الحروب التي حوّلت القارّة السمراء إلى مكان غير آمن؟ الإجابة عن هذا السؤال تحتمل وجوها عديدة والتعميم فيها مرفوض تماما، فكثير من (الأفارقة) والجزائريون أفارقة أيضا يأتون إلى الجزائر لمواصلة دراساتهم العليا أو لممارسة عمل شريف، لكن في المقابل هناك كثيرون (مجرمين) لا يتردّدون في تجارة المخدّرات أو ممارسة الدعارة والنّصب والاحتيال وجرائم أخرى، فيما يتّخذ آخرون من الجزائر محطة عبور نحو قارّة أخرى قد تكون أوروبا. عرفت الجزائر في السنوات الأخيرة (نزوحا) غير مسبوق للأفارقة، خاصّة القادمين من البلدان الحدودية سواء بطريقة شرعية أو غير شرعية، على غرار بلدان النيجرومالي وإفريقيا الوسطى، مئات بل الآلاف الذين (غزوا) العاصمة وما جاورها بشكل أساسي، ثمّ انتشروا في مختلف ولايات القطر الوطني. "ما جابناش الخير" معظم الأفارقة الذين نزحوا إلى الجزائر (ما جابهمش الخير) مثلما يقال بالعامّية الجزائرية، حيث اضطرّتهم ظروف قاسية إلى الهروب إليها. فمعظم البلدان الإفريقية تعيش حالة متقدّمة من الفقر والمعاناة وهذا طبعا راجع إلى التوتّر السياسي في المنطقة وكثرة الانقلابات العسكرية والحروب القبلية والتدخّل العسكري الفرنسي، سواء كانت ذات نزاع ديني أو عرقي إلاّ أن ذلك جعل بعض البلدان الواقعة في الوسط الإفريقي تعاني الويلات الشديدة فأصبحت فيها المعيشة شبه مستحيلة، ممّا يدفع شبابها ونساءها وأطفالها إلى التوجّه نحو بلدان الشمال الإفريقي للاستقرار فيها أو لجعلها كمعبر للوصول إلى الضفّة الأخرى، سواء كان ذلك بطرق شرعية عبر جوازات السفر وبطاقات الإقامة أو التخفّي عن الأعين والدخول إلى الجزائر بشكل غير شرعي وسلوك خطّ الموت الرّابط بين ماليوالنيجر وموريتانيا والصحراء الغربية والمغرب دون نسيان تونس واستثناء ليبيا التي تعيش فوضى داخلية سياسية وأمنية. وما إن تطأ أقدام هؤلاء المهاجرين أرض الجزائر حتى تجدهم منتشرين بكثرة للعيان، خاصّة أولئك الذين يتمتّعون ببطاقات الإقامة ويتوجّهون إلى المراقد الخاصّة والفنادق المتواضعة التي لا تبالغ كثيرا في تكاليفها، ليجعلوا منها أوكارهم السرّية التي يعيشون فيها حلم أوروبا. وبين هذا وذلك يظلّ قدوم الأفارقة إلى الجزائر في ظلّ ما يسمح به القانون مقبولا، لكن أن يكون خارج الإطار القانوني خاصّة في ارتكاب الجنح والجنايات فهو الشيء الذي لا يرحّب به الجزائريون مطلقا، وهذا ما يحصل كثيرا فكم هي القضايا العديدة التي عولجت في المحاكم الجزائرية كان أبطالها مهاجرين من البلدان الإفريقية دخلو إلى التراب الجزائري بطرق مختلفة. أمراض.. وجرائم تعتبر الجزائر أكبر بلد إفريقي حاليا من حيث المساحة، كما تعدّ من أكثر بلدان القارّة أمنا، بفضل اللّه، وتعدّ منطقة الصحراء الجزائرية نقطة مهمّة لعبور الأفارقة نحو المدن الشمالية وبعد ذلك يتوجّهون صوب البلدان الأوربية، خاصّة إلى إيطاليا وإسبانيا القريبتين من الجزائر عبر حدودها مع تونس والمغرب وليبيا. ونقطة أخرى مهمّة هي قرب دول الساحل الإفريقي من الجزائري، وهذه الدول التي أصبحت مرتعا لتنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي ومرتعا لعصابات التهريب التي تدخل الجزائر بشكل متستّر جدّا رغم الجهود المبذولة من طرف حرّاس الحدود والدرك الوطني والجمارك الجزائرية التي تشدّد الخناق حول المعابر الحدودية. كلّ هذا يجعل من الجزائر حسب المعطيات المناخية والإقليمية وحتى الاقتصادية معبرا مُهمّا للمهاجرين الأفارقة الذين يجدون في الجزائر محطة مؤقّتة للتوقّف قصد التوجّه إلى القارّة العجوز. لكن في المقابل تفشّت ظواهر خطيرة في المجتمع الجزائري بسبب نزوح (الأفارقة)، ويتخوّف كثير من الجزائريين من الأمراض المعدية المحتمل أن يجلبها الأفارقة من بلدانهم، وهي هاجس يطارد الجزائريين في ظلّ غياب الرقابة خاصّة على اللاّجئين غير الشرعيين، إضافة إلى تحوّل بعض الأفارقة إلى تجّار للمخدّرات وخصوصا الكوكايين والحبوب المهلوسة وانتشار الانحلال الأخلاقي وفتح أوكار للدعارة في مناطق عديدة من الوطن التي يحارب رجال الأمن الكثير من المشتبهين في ممارستها، إضافة إلى تورّط الجزائريين إلى جانبهم في قضايا فساد. اختلف الأفارقة في رحلة البحث عن لقمة العيش، فهناك من يتّخذ التسوّل واستعطاف الجزائريين بطلب المال في الشوارع والمقاهي والمحطات، وهناك فئة أخرى تأخذها عنوة بالسرقة وتجارة المخدّرات وفتح بيوت الدعارة، وهي ظاهرة تنذر بأزمة في البلاد وجب محاربتها وإيجاد حلّ لها في أقرب الآجال. أطفال يتسوّلون رحلتنا بدأت من محطة باب الزوّار بالعاصمة، أين وجدنا الكثير من الأفارقة منتشرين في كلّ زاوية، خاصّة أمام محطة المترو وخلال ازدحام المرور، وما أثار انتباهنا هم أولئك الأطفال الذين يحملون وعاء ويطلبون المال بترديد عبارة (صدقة من فضلك)، وبمجرّد اقترابنا من سيّدة كانت جالسة على الرّصيف رفقة أبنائها الثلاثة الذي بدت عليهم ملامح التعب والإرهاق استطعنا أن نفهم بصعوبة وطنهم الأصلي (النيجر)، حاولنا الحديث معهم باللّغة الفرنسية إلاّ أننا وجدناهم يتقنون اللّغة العربية الفصحى ويفهمونها، لكنهم يردّدون ألفاظا غير مفهومة. حيث ذكرت لنا تلك السيّدة أنها جاءت من النيجر، وأن معقل جلّ النازحين موجود ببئر خادم، قائلة إن الحرب الطائفية زيادة على الفقر والجوع حوّل حياتهم إلى جحيم وصار من المستحيل البقاء فيها ولو يوما واحدا. وأضافت ذات المتحدّثة أن التسوّل هو عملها مع أطفالها الثلاثة منذ الصباح الباكر، معربة عن امتنانها للمواطن الجزائري السخي، والذي تستعطفه العائلات الإفريقية والبنات المرتديات للحجاب. وغير بعيد عن الأُمّ وعائلتها وجدنا الطفل (محمد) ذا ال 13عاما، والذي قدِم هو الآخر إلى الجزائر رفقة والديه وأخويه (إبراهيم) و(حمزة) من مالي هربا من الحرب الأهلية وهم يقيمون في بوفاريك ويأتون كلّ صباح هو وأهله إلى باب الزوّار للتسوّل. دعارة.. مخدّرات وتواطؤ جزائري يشتكي سكان مقيمون ببلدية برج البحري بالعاصمة التقت بهم (أخبار اليوم) من الأفارقة الذين فتحوا بيوتا لممارسة الرذيلة المتنافية مع ثقافة المجتمع الجزائري المسلم. وأكّد (س. محمد) على سوء أخلاق بعض الأفارقة القاطنين في الحي، إضافة إلى انتشار ظاهرة السرقة منها الهواتف النقّالة والذهب، ممّا صعّب من مأمورية العيش في المنظقة -حسب ذات المتحدّث-، قائلا إن المواطن الجزائري أصبح يعيش في رعب وخوف في ظلّ احتلال المنطقة من طرف الأفارقة: (لقد تحوّلت بلدنا إلى بلد إفريقي)، مضيفا أن الكثير من الشباب تورّطوا إلى جانبهم لأن الأفارقة لا يستطيعون التنقّل على راحتهم دون أوراق الهوِية عكس الجزائريين. وأوضح السكان أنه في الآونة الأخيرة عالجت محكمة في بلدية برج البحري العديد من قضايا تزوير النقود والوثائق الرّسمية بختم رسمي، والتي أصبحت تشكّل عنوانا رئيسيا في مختلف الصحف المحلّية والوطنية في الجزائر ويكون الأفارقة هم أبطال قصصها في الكثير من القضايا، كيف لا وهم يوهمون النّاس بأنهم يستطيعون أن يحوّلوا الورقة البيضاء إلى أورو ودينار ودولار، فيسيل لعاب الطمع حقيبة من الأورو المضمون مقابل 200 مليون سنتيم. هل حقّا يقبل العقل السليم أن سائلا سحريا مستقدما من أمريكا يحوّل الورقة البيضاء إلى عملة حقيقة؟ وكيف بهذا الإفريقي الساحر يعطف على الجزائريين ويعطيهم نتائج سحره؟ لماذا لا ينفع به نفسه؟ ولماذا هو في الجزائر أصلا؟ إن كان ساحرا هكذا فلماذا لا يتمتّع بسحره ويعيش في أمريكا ويصنع مستودعا من النقود ليعيش في هناء؟ الأمن الوطني في مواجهة "مجرمي إفريقيا" حسب آخر التقارير فقد فكّكت مصالح الأمن بالعاصمة العديد من العصابات التي تضمّ مجرمين أفارقة، منها شبكة متخصّصة في تجارة المخدّرات من نوع (الهيرويين) تضمّ 10 متّهمين، من بينهم أفارقة وأرملة تتراوح أعمارهم بين 26 و61 سنة تمّ توقيفهم وإيداعهم رهن الحبس، مع حجز أكثر من 135 غرام من (الهيرويين) ونحو 400 مليون سنتيم بعد أن وجّهت لهم تهم تتعلّق بإنشاء جماعة تنشط في الاستيراد والاتّجار بالمخدّرات والإقامة غير الشرعية وإيواء الأجانب من دون تصريح وانتحال هوِية الغير. ملف الحال يعكف قاضي التحقيق لدى محكمة (سيدي امحمد) بالغرفة الثانية على التحرّي فيه. حيث تمكّنت مصالح الأمن من استغلال معلومة وردت إلى مسامعها مفادها أن المتّهمين (ت.أ) والمكنّى (الياتشو) يقومان على بترويج المخدّرات من نوع (الهيرويين) على مستوى حي بوفريزي بعد عقد صفقات ببلدية برج الكيفان قصد شرائها من طرف مموّنه الرعية الإفريقي (يوسف)، ليتمّ نصب تشكيل أمني على مستوى حاجز أمني، أين تمّت الإطاحة بهم، حيث ضبطت بحوزتهم أكثر من 40 كبسولة من (الهيرويين) ملفوفة في كيس بلاستيكي مهيأة للترويج. وخلال استجوابهم، صرّح المتّهم المكنّى (الياتشو) بأن المدعو (ب.ر)، سائق الرعايا الأفارقة، ربط علاقات معهم وهو وصديقه يقومون بشرائها للاستهلاك الشخصي. كما أفادت مصادر بأن المتّهمين الأفارقة ينحدرون من دولة ماليوالنيجر يستأجرون شققا في بودواو و(فيلاّ) في الدار الكبيرة على مستوى منطقة برج الكيفان، معروفة لدى مستهلكي ومروّجي المخدّرات بطريقة غير شرعية، لدى المتّهمة المدعوة (ب.ف). هذه الأخيرة متابعة في قضية مماثلة، وتمّت إدانتها مؤخّرا بعقوبة 10 سنوات سجنا نافذا. وفي محاضر استماع الأفارقة صرّحوا بأنهم يجلبون المخدّرات من النيجر بغرض ترويجها ولكلّ واحد زبائنه، وعن كيفية إدخال مادة (الهيرويين) صرّحوا بأنهم يقومون ببلعها بعد لفّها بغلاف بلاستيكي، أين تمّ إخضاعهم لأشعّة السكانير بمستشفى (مصطفى باشا) تمّ من خلالها الكشف عن (الهيرويين) بتدخّل فريق طبّي. مأساة.. روت عائلة مالية ل (أخبار اليوم) تفاصيل مأساتها مع قساوة الحياة، وكم هي الحالات العديدة التي سمعنا عنها وشاهدناها عبر صفحات (يوتيوب) ومختلف القنوات الفضائية، وكم هي الحالات الكثيرة التي صرّحت قوات الدرك الوطني والأمن بها بعد اكتشاف جثث مهاجرين أفارقة في الأقاليم الصحراوية، حالات عدّة مأساوية وقفنا عليها من خلال حديثنا مع عائلة متواجدة في منطقة درفانة ببلدية برج البحري وهي في إقامة غير شرعية في الجزائر، لكن نظرا لاحتكاكها بمواطنين الأفارقة فإنهم يروون حكايات الهجرة السرّية فيما بينهم ويجعلون منها قصصا عن الأيّام التي قضوها في الصحراء الكبرى الجزائرية. حدّثنا أحد أفراد العائلة المالية قائلا: (نعم سمعت كثيرا عن تلك القصص التي تدمع لها العين، قصص عن أبناء جلدتي هربوا من جحيم السياسة الخفية والحروب الأهلية ومن الأحداث الجارية ليجدوا أمامهم الموت والعذاب والاغتصاب، كيف لا وهم يدخلون إلى الصحراء الخالية بها إلى الرمال التي لا توجد فيها حياة ليهربوا عن أعين حرّاس الحدود الجزائري ودوريات الدرك والجمارك الجزائرية فيجدون أنفسهم في الضياع دون وجهة محدّدة فيكون مصيرهم الموت لا محالة. أعرف الكثير ممّن ماتوا، فهم أقارب واحد أو اثنين لا أذكر، لكن القادمين الأحياء إلى هنا يخبروننا بالقصص). حذار.. رغم كلّ مجهودات مصالح الأمن الوطني إلاّ أن توغّل الأفارقة في الأوساط الشعبية الجزائرية يتعزّز، ومعه تتعزّز المخاوف من إجرام بعضهم. فالفقر والحاجة والإدمان إضافة إلى البطالة وغياب استراتيجية لامتصاص طاقة الشباب قد تكون من أهمّ أسباب تورّط الجزائريين مع عصابات إفريقية متخصّصة في التزوير وتهريب المخدّرات هدفها الرئيسي ضمّ أكبر عدد ممكن من الجزائريين للانخراط في صفوفها. ويحذّر متتبّعون من ظاهرة خطيرة جدّا تتمثّل في كون المجرمين الأفارقة الذين نقلوا كلّ مظاهر الفساد يعملون اليوم على اصطياد الفتيات قد يكون فيروس السيدا هديتهم لهنّ.