"سنتصدّى بحزم لكلّ محاولات إدخال خطب دينية غريبة عن تقاليدنا" شدّد الوزير الأوّل أحمد أويحيى على أن الدولة ستتصدّى بكلّ حزم للأطراف التي تحاول استغلال المساجد لأغراض بعيدة عن تعاليم ديننا الحنيف من شأنها تشتيت صفوف الجزائريين، مشيرا إلى أن الدولة واعية كلّ الوعي وملتزمة بمهامها في تأطير بيوت اللّه، سواء من حيث توفير الأئمة الذين تسهر على تكوينهم وتوظيفهم أو عن طريق تعليم القرآن الكريم في مختلف المدارس القرآنية والزّوايا المنتشرة عبر التراب الوطني أو عن طريق قناة القرآن الكريم التلفزيونية أو الإذاعية المموّلة من طرف الدولة· وقطع أويحيى في معرض عرضه لبيان السياسة العامّة للحكومة أمام نوّاب المجلس الشعبي الوطني أوّل أمس الخميس الطريق أمام بعض التيّارات الدينية التي تريد أن تنصّب نفسها وصية على بيوت اللّه في الجزائر أو التي ترى نفسها أولى من أيّ طرف آخر في تسيير بيوت اللّه وتحاول أن تفرض منطقها وممارساتها الدينية على المصلّين، ممّا أدّى في كثير من الأحيان إلى وقوع تصادم بين المصلّين في عدد معتبر من المساجد عبر التراب الوطني، خاصّة من طرف ما باتت تسمّى نفسها بتيّار السلفية العلمية التي تستورد بعض النّظريات الدينية من دولة السعودية، والتي ما فتئ وزير الشؤون الدينية والأوقاف عبد اللّه غلام اللّه يهدّد بقطع دابر كلّ من تسوّل له نفسه إخراج المساجد عن المذهب الفقهي المتّبع في الجزائر· ويكون أحمد أويحيى قد شدّد على أن الدولة ستقطع رؤوس كلّ من يحاول إدخال ممارسات أو خطب دينية غريبة عن تقاليدنا، حين قال: إن الحكومة تواجه بحزم كلّ محاولة لإدخال ممارسات إلى بلادنا أو خطب دينية غريبة عن تقاليدنا، ومعاقبة أيّ سعي لتحويل المسجد عن مهمّته التوحيدية لمعشر المسلمين، بعد أن تلقّى تقريرا مفصّلا من وزير الشؤون الدينية والأوقاف السيّد بوعبد اللّه غلام اللّه عن تنامي بعض التيّارات الدينية في الجزائر التي تمارس طقوسا غريبة عن تقليد المجتمع الجزائري بعد أن استوردتها من بلدان شرقية، خاصّة من العربية السعودية بحكم الإقامة أو الدراسة، سيّما بعد أن طفت إلى السطح هكذا تصرّفات وأدّت إلى نشوب تناطحات وشجارات بين أئمة والمحسوبة على الدولة وتلك التيّارات التي تحاول الانفراد بتسيير المساجد، ويفهم من كلام أويحيى الموجّه إلى هذه التيّارات أن الدولة هي المسؤولة الوحيدة عن تسيير المساجد ولا أحد يمكنه أن يزايد على ذلك· كما بعث أحمد أويحيى في نفس السّياق رسائل شديدة اللّهجة ليس فقط للذين يحاولون فرض تقاليد دينية غريبة عن تقاليدنا، حتى وإن كانوا ينتمون إلى الدين الإسلامي، وإنما الكلام موجّه كذلك إلى بعض المنصّرين والتبشيريين الذين يستغلّون تواجدهم في الجزائر لنشر دياناتهم المسيحية متستّرين وراء حرّية المعتقد· وفي سياق آخر، أكّد الوزير الأوّل أحمد أويحيى أن مكافحة الإرهاب ستتواصل بنفس الحزم ضد آخر بقايا الإرهاب إلى غاية دحر هذه الآفة بشكل كامل، مشيرا في نفس الوقت إلى أن يد الدولة ستظلّ ممدودة لكلّ المواطنين التائهين الذين لم يتداركوا أنفسهم بعد للاستفادة من رأفة بلادهم· وجدّد أويحيى التأكيد على أن مكافحة الإرهاب سوف تتعزّز بفضل يقظة المواطنين الدائمة من أجل اتّقاء -كما قال- محاولات الاعتداءات الجبانة للإرهابيين· وبعد أن أوعز تراجع الخطر الإرهابي إلى سياسة المصالحة الوطنية التي انتهجها رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة، أكّد الوزير الأوّل أن هذه السياسة سمحت بإحلال إجماع وطني ضد الإرهاب، ممّا سمح -مثلما أوضح- بعزل بقايا آخر الجماعات الإرهابية التي رفضها السكان وشجع على استسلامها المتواصل· ومن جانب آخر، أكّد أويحيى أنه من ضمن 6448 ملف للمفقودين الذين تمّ إحصاءهم لم تبق سوى 35 حالة تجري تسويتها مع العائلات المعنية، مشيرا إلى أن من بين 332 13 ملف خاصّ بالعائلات التي ابتليت بضلوع أحد أقاربها في الإرهاب لم يبق سوى 57 ملفا قيد استكمال المعالجة، وأضاف أن من جلّ الملفات المودعة وعددها 400 10 حول التسريح من العمل ومن جميع الحالات التي أثبتت صلتها بالمأساة الوطنية لم يبق اليوم سوى 23 ملف في انتظار التصفية·