يبدو وزير الشؤون الدينية محمد عيسى ساعيا إلى ترك بصمته في قطاعه باجتهادات مختلفة، يدخل في إطارها حرصه على تشجيع النشاط الديني في المساجد، والعمل على تكثيفه، بما يسمح للمؤسسة المسجدية من أداء دورها وواجبها المحوري كمركز إشعاع في المجتمع، وهو ما اعتبره متتبعون محوا لآثار الوزير السابق بوعبد الله غلام الله الذي كان متحفظا بعض الشيء بخصوص النشاط المسجدي. وفي هذا السياق، سطرت وزارة الشؤون الدينية والأوقاف برنامج عمل مشترك بالتنسيق مع العديد من الدوائر الوزارية تحضيرا لشهر رمضان الكريم، وأعطت تعليمات لمختلف المديريات من أجل تخفيف صلاة التراويح وكذا احترام وقت أذان الإفطار، كما ستمنح التراخيص للأئمة لإلقاء خطب بعد صلاة المغرب تتمحور فقط حول دروس الفقه وتفسير القرآن، لكن مع تفادي الخطب المتعلقة بنشر الأفكار المرتبطة بالتيار السلفي، وهي نقطة يشترك فيها الوزير عيسى مع سلفه غلام الله الذي كان حريصا على التصدي لما وُصف بالمد السلفي في المساجد، تفاديا لأي صدام مع تيارات أخرى من شأنه تعكير صفو بيوت الله.