التأهّل "الأسطوري" إلى مونديال إسبانيا 1982 يعدّ مونديال البرازيل الذي ستعطى إشارة انطلاقته الخميس المقبل، الرّابع في تاريخ المشاركة الجزائرية في العرس العالمي، وهذا بعد دورات 1982 بإسبانيا و1986 بالمكسيكوجنوب إفريقيا 2010. وبالرغم من هاته المشاركات إلاّ أنه وللأسف فشل منتخبنا الوطني في بلوغ الدور الثاني، حيث تباينت طريقة خروجه من دورة إلى أخرى. ترى كيف تأهّل منتخبنا الوطني لأوّل مرّة إلى نهائيات كأس العالم؟ ذلكم هو السؤال الذي سنجيبكم عنه في الجزء الأوّل من هذه السلسلة التاريخية عن المشاركة الجزائرية في نهائيات كأس العالم. مونديال إسبانيا 1982 من سيراليون إلى قسنطينة.. الدروب الوعرة أوقعت قرعة الدور الأوّل منتخبنا الوطني أمام المنتخب السيراليوني، ففي لقاء الذهاب الذي جرى في العاصمة السيراليونية فريتاون فرض المنتخب الوطني التعادل بهدفين لمثلهما سجّلهما جمال منّاد، وهو أوّل للقاء لهذا الأخير مع أكابر (الخضر). لقاء العودة لعب في ملعب 19 جوان بمدينة وهران، (زبانة) حاليا، فأمام 50 ألف متفرّج عبث شبّان الجزائر بقيادة رابح ماجر باللاّعبين السيراليونيين، وانتهى اللّقاء بفوز مستحقّ ل (الخضر) ب (3/1)، ليتأهّل إلى الدور الثاني. السودان.. العقبة الثانية بعد اجتيازه العقبة السيراليونية بنجاح، أوقعت القرعة منتخبنا الوطني مع المنتخب السوداني. لقاء الذهاب جرى يوم الجمعة 12 ديسمبر 1980، في ملعب 17 جوان بقسنطينة (حملاوي) حاليا، حيث عانى زملاء رابح قموح الأمَرّين، وبعد جهد جهيد تمكّن المنتخب الوطني من انتزاع الفوز بهدفين لصفر. نتيجة أدخلت بعض الخوف في قلوب الجمهور الرياضي الجزائري خشية أن يقصى المنتخب من المنافسة، لكن استنجاد الطاقم الفنّي ببعض اللاّعبين المحترفين وفي مقدّمتهم نور الدين قريشي أزال الغمّ والهمّ من على وجوه الجزائريين. فرغم حرارة الطقس والجمهور والملعب والانحياز الفاضح لحكَم اللّقاء إلى السودانيين، إلاّ أن التعادل كان خاتمة مواجهة العودة الذي لعب يوم 28 ديسمبر من نفس العام بهدف لمثله، ليتأهّل منتخبنا عن جدارة واستحقاق إلى الدور الثالث. النيجر.. العقبة الثالثة أوقعت قرعة الدور الثالث منتخبنا الوطني مع منتخب النيجر الذي شكل بلوغه هذا الدور مفاجأة كبيرة، لقاء الذهاب لعب في الفاتح ماي 1981 بملعب 17 جوان بقسنطينة، وقد نجا فيه منتخب النيجر من هزيمة تاريخية. حيث جرت المباراة في اتجاه واحد لمصلحة الفريق الوطني الذي سجّل في نهاية المطاف أربعة أهداف نظيفة كانت كافية لأشبال الثلاثي روغوف وسعدان ومعوش للعب لقاء العودة بنيامي بارتياح كبير، رالذي انتهى لمصلحة المنتخب المحلّي بهدف دون ردّ، ليبلغ منتخبنا الدور الرّابع والأخير. الجزائريون "ريّشوا نسور" نيجيريا ذهابا وإيّاب جرى لقاء الذهاب بين المنتخبين الجزائري والنيجيري يوم السبت 10 أكتوبر 1981 في ملعب الاستقلال بالعاصمة النيجيرية لاغوس أمام 100 ألف متفرّج وتحت درجة حرارة عالية قدّرت ب 38 ورطوبة شديدة. بالأداء والنتيجة فاز منتخبنا الوطني بلقاء الذهاب، وكم كانت فرحة الجزائريين كبيرة بهذا الفوز، كيف لا وقد تحقّق خارج أرض الجزائر الحبيبة وأمام منتخب اسمه نيجيريا الذي لعب اللّقاء مدعّما بحوالي 100 ألف متفرّج، لكن كلّ هذا العدد من الجماهير لم يجد النيجيريين نفعا، فكان الفوز حليف لخضر بلّومي وجمال زيدان اللذين سجّلا هدفي الجزائر، وهو الفوز الذي جعل التأهّل إلى المونديال قاب قوسين أو أدنى، لكن الحذر كان واجبا من اللاّعبين الجزائريين في لقاء الإيّاب الذي لعب في ملعب 17 جوان بقسنطينة. مواجهة الذهاب لعبت عشية الفاتح من نوفمبر 1981 وتزامنت مع الذكرى الواحدة والثلاثين لاندلاع ثورة أوّل نوفمبر المجيدة، افتتح بلّومي باب التسجيل في الدقيقة السادسة، وفي الدقيقة ال 40 عدّل المنتخب النيجيري النتيجة بواسطة إيسما، ليضيف رابح ماجر هدفا ثانيا قبل ثلاث دقائق من صفّارة الحكَم السويسري دانيا. أرقام وحقائق من تاريخ مشاركة الجزائر في كأس العالم للمرّة الثانية على التوالي يخوض المنتخب الجزائري منافسات المونديال كممثّل وحيد لأكثر من 200 مليون عربي ينتظرون إبداع رفاق سفيان فغولي في مشاركتهم الرّابعة واستعادة أمجاد الجيل الذهبي الذي شارك للمرّة الأولى في النّسخة الثانية عشر في إسبانيا 1982 وحرمه التواطؤ الشهير بين ألمانيا الغربية والنمسا من الذهاب بعيدا في البطولة. بلغة الأرقام وقبل المواجهة المقبلة أمام المنتخب البلجيكي في أولى مباراتي منتخبنا الوطني في العرس العالمي بالبرازيل، خاض تسع مباريات، وهذه أهم أرقام (الخضر) من خلال هذه المباريات: * أوّل فوز في النّهائيات كان ضد ألمانيا الغربية في الجولة الأولى بالمجموعة الثانية لبطولة 1982 (2 - 1). * أوّل خسارة كانت أمام النمسا (0 - 2) في الجولة الثانية لذات المجموعة على ملعب كارلوس تارتيرو في مدينة أوفيدو. * أوّل تعادل جاء مع إيرلندا الشمالية (1 - 1) في الجولة الأولى بالمجموعة الرّابعة في المكسيك 1986. * النّجم الكبير رابح ماجر وقّع أوّل هدف لبلاده في النّهائيات في شباك العملاق الألماني شوماخر في بطولة 1982. * الهدّاف الألماني الكبير كارل هاينز رومينيغي كان أوّل من زار شباك (الخضر) عندما سجّل هدف التعادل في مرمى الحارس مهدي سرباح في نسخة 1982. * النّجم صالح عصاد سجّل هدفين من أهداف بلاده الثلاثة في شباك الحارس التشيلي ماريو أوسبن وتصدّر قائمة هدّافي الجزائر في النّهائيات بفارق هدف وحيد عن الرباعي الأخضر بلّومي ورابح ماجر وتاج بن صاولا وجمال زيدان. * خمسة أهداف سجّلها نجوم الجزائر في مشاركتهم الأولى في المونديال، ثمّ تقلّصت هذه الحصيلة إلى هدف وحيد في المشاركة التالية في المكسيك 1986 قبل أن يفشل جيل 2010 في تسجيل أيّ هدف. * خمسة أهداف أهداف أيضا تلقّتها شباك الحارس مهدي سرباح في المشاركة الأولى بإسبانيا 1982، ونفس العدد استقبلته شباك زميليه نصر الدين دريد والعربي الهادي في نسخة 1986 مقابل هدفين فقط تقاسمهما مرمى الحارسين فوزي شاوشي ورايس مبولحي في جنوب إفريقيا 2010. * باستثناء أدائهم الذي أذهل العالم في المشاركة الأولى في نسخة 1982 الذين ودّعوا المنافسات خلالها من الدور الأوّل بفارق الأهداف عن ألمانياوالنمسا، لم يقدّم (ثعالب الصحراء) مستوى يواكب طموح أنصارهم بعد أن حصلوا على نقطة يتيمة في المشاركة الثانية في المكسيك 1986 وحلّوا رابعا في المجموعة الرّابعة خلف البرازيل وإسبانيا وإيرلندا الشمالية، وهو ما تكرّر في مشاركتهم الثالثة في جنوب إفريقيا 2010 عندما اكتفوا بالتعادل مع إنجلترا وتذيلوا المجموعة الثالثة خلف الولايات المتّحدة وإنجلترا وسلوفينيا.